عناصر حماس في الضفة الغربية. (أ ف ب)
عناصر حماس في الضفة الغربية. (أ ف ب)
الأحد 7 مايو 2023 / 18:51

تحركات حماس في الضفة تقلق إسرائيل والسلطة

أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن التصرفات العلنية لحركة "حماس" التي تسيطر على غزة تثير في ذاكرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس صدمة الانقلاب في القطاع.

وتساءلت "يسرائيل هيوم" ما إذا كانت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، في طريقها لـ"تولي مهمات السلطة الفلسطينية"، حيث ازداد تواجدها ونشاطها في مواقع مختلفة في الضفة الغربية، ما يثير قلقاً، ليس فقط في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولكن أيضاً بين أعضاء السلطة الفلسطينية نفسها.

مخاوف السلطة الفلسطينية

وقالت الصحيفة الإسرائيلية تحت عنوان "حماس تستعد ليوم القيادة.. السلطة الفلسطينية قلقة من تحركات الحركة في الضفة الغربية"، إن السلطة  لم تتعاف تماماً بعد من صدمة استيلاء حماس على قطاع غزة في يوليو (تموز) 2007، ورغم  مرور 16 عاماً لم يكن الوقت قادراً على تبديد الذكريات القاسية للانقلاب العنيف "من الحركة الدعومة من إيران". وتابعت: "تلك الخطوة أدت إلى طرد عناصر السلطة الفلسطينية من قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، يدور صراع عميق ومستمر بين غزة ورام الله".
وتلفت الصحيفة إلى أن  قيادة السلطة الفلسطينية تخشى احتمال أن تحاول حماس القيام بانقلاب مماثل في مناطق الضفة الغربية، وبالتالي "اختطاف" الحكومة منها، مضيفة أنهم في رام الله، يشيرون إلى محاولات من الحركة لإقامة بنية تحتية عسكرية في مناطق الضفة الغربية، استعداداً لـ"يوم القيادة".

 

 

إضعاف السلطة

وتحدث مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الفلسطيني لـ''إسرائيل هيوم ''، قائلاً إن حماس تواصل جهودها لإضعاف السلطة الفلسطينية، بل وتسعى إلى انهيارها، مضيفاً أن "إحدى طرق حماس لتحقيق هذا الهدف هي تشكيل فرق مسلحة في الضفة الغربية تنفذ هجمات ضد إسرائيل".
وأشار إلى أن حماس تفترض أن الرد العسكري الإسرائيلي المكثف سيضر أيضاً بالسلطة الفلسطينية نفسها، على غرار العملية التي حدثت في بداية الانتفاضة الثانية عندما تم تقويض مكانة السلطة الفلسطينية تحت قيادة ياسر عرفات في أعقاب عملية الجدار الواقي.

صراع بين السلطة وإسرائيل

وشرح المسؤول الفكرة من وراء تصرفات الحركة قائلاً: "حماس تحاول خلق صراع بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتفعل ذلك من خلال زيادة عمليات المقاومة، وتوجيه رسالة لإسرائيل، ومفادها أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع مساعدتها على العيش بأمان".

تغيير استراتيجية حماس

وتقول الصحيفة، إنه إذا كانت حماس حتى وقت قريب تعمل سراً في جميع أنحاء الضفة الغربية، فإن الأسابيع الأخيرة شهدت تغييراً في تكتيكات الحركة، فلم تعد تبذل جهداً خاصاً للحفاظ على الغموض والسرية، فهي مستعدة للتصرف بشكل علني وتتحمل المسؤولية عن الهجمات المُسلحة، وهذا ما حدث صباح أمس السبت بعد مقتل مسلحين اثنين في مخيم نور شمس بالقرب من طوكرم.
بحسب الصحيفة، قالت مصادر فلسطينية إن تولي حماس المسؤولية العامة يشكل تحدياً في المقام الأول للآليات الأمنية لرئيس السلطة الفلسطينية الذي يضطهد عناصر التنظيم في الضفة الغربية، لافتة إلى أن العشرات من نشطاء الجناح العسكري للحركة  خرجوا في مظاهرة عسكرية نظمت في مخيم جنين كاستعراض للقوة هدفه توضيح قوة التنظيم، ونقل رسالة مفادها أن حماس مصممة على مواصلة أنشطتها في الضفة الغربية.

 


اغتيال قادة حماس

وأضافت "يسرائيل هيوم" أنه من المحتمل أن يكون أحد أسباب زيادة نشاط حماس في الضفة الغربية، يتعلق بتقارير عن عودة محتملة لإسرائيل إلى سياسة الإجراءات المضادة الموجهة ضد كبار مسؤولي المنظمة، مشيرة إلى أن قيادة حماس تريد تضييق المعادلة بين الساحتين، ونقل رسالة مفادها أن تصفية كبار المسؤولين في قطاع غزة وفي الخارج ستكلف إسرائيل ثمناً في الضفة الغربية.