وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره السوري فيصل المقداد (رويترز)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره السوري فيصل المقداد (رويترز)
الأربعاء 10 مايو 2023 / 16:26

قبل القمة العربية في الرياض.. السعودية تستأنف العلاقات مع سوريا

24 - شيماء بهلول

في تحول جيوسياسي جديد في الشرق الأوسط، لإعادة بناء سوريا بعد حرب أهلية دامت أكثر من 12 عاماً، أعلنت السعودية أمس الثلاثاء استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق.

 وجاءت خطوة السعودية بعد تحركات مماثلة من دول عربية أخرى بدأت صفحة جديدة مع دمشق، وتنفيذاً لقرار مجلس وزراء خارجية الدول العربية القاضي باستئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.

آخر المتصالحين

أشارت وزارة الخارجية السعودية في بيان عبر وكالة الأنباء "واس"، إلى اتخاذها الخطوة انطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع الشعبين وحرصاً على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحسب البيان، أوضحت الوزارة أنها أخذت في الاعتبار قرار الاجتماع الوزاري لمجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي انعقد في القاهرة الأسبوع الماضي، لاستئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى العمل بمبادئ ميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والمواثيق والأعراف الدولية.

ورحبت سوريا بالخطوة السعودية، واعتبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية، أن القرار يأتي تجسيداً لتطلعات شعبي البلدين، فضلاً عن تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم العمل العربي المشترك، حسب وكالة الأنباء السورية "سانا".

العودة للحضن العربي

وفي مؤشر على انفتاح عربي واسع على سوريا، قررت جامعة الدول العربية الأحد الماضي، استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها، منهية بذلك العزلة الدبلوماسية المفروضة على دمشق منذ 11 عاماً.

كما تواصلت في الآونة الأخيرة الخطوات العربية لإعادة سوريا للحضن العربي، التي تمثلت في إعلان الإمارات، وعُمان، ومصر وتونس، والجزائر استئناف العلاقات مع دمشق، وما تبع ذلك من اتصالات وزيارات للرئيس السوري بشار الأسد، إلى منطقة الشرق الأوسط، للم الشمل وتحسين العلاقات العربية يما يعزز التعاون العربي المشترك.

وتأتي هذه التحركات بعد الكارثة الإنسانية التي ضربت كل من سوريا، وتركيا إثر الزلزال المدمر في فبراير(شباط) الماضي، الذي كان عاملاً أساسياً في تسريع عملية استئناف دمشق لعلاقتها مع محيطها.

دبلوماسية جديدة

ورأى المحلّل السعودي سليمان العقيلي، أن قرار المملكة استئناف العلاقات مع دمشق يأتي استمراراً لنهج "الدبلوماسيّة السعوديّة الجديدة". وقال لوكالة الأنباء: "الرياض تعمل على مشروع دبلوماسي يقوم على الانفتاح على الجميع، وتصفير المشكلات، وإعادة هيكلة المنطقة"، مشيراً إلى أن المشروع السعودي يعمل على تثبيت الاستقرار في المنطقة مع غطاء أمني وتعاون مع الجيران وبينهم سوريا بالتأكيد.

في حين قال الكاتب نبيل عمرو في صحيفة الشرق الأوسط: "حسنٌ فعل النظام العربي حين أعاد سوريا إلى موقعها فيه"، وأضاف "أن يجلس مندوب سوريا، وراء العلم في اجتماعات الدول العربية فهذا أمر لا يضر، ولكنه ينفع في حالة واحدة، أن تولد سوريا الجديدة، وهذا وإن بدا صعباً بفعل التعود على القديم، فإنه الأدق والأصوب للذهاب إلى الجديد".

وفي العرب اللندنية، يرى متابعون أن الرياض تسعى لتهيئة الأجواء لعقد قمة استثنائية تتجاوز الخلافات والمشاكل الثنائية والإقليمية، خاصة بعد الإجماع المحقق حول عودة سوريا إلى الحاضنة العربية.