انفجاران في غزة بعد غارة إسرائيلية (رويترز)
انفجاران في غزة بعد غارة إسرائيلية (رويترز)
الجمعة 12 مايو 2023 / 19:48

إسرائيل تخشى "حرباً متعددة الجبهات" مع ضغط إيران على الجهاد

رغم اقتصار المعركة الراهنة على جبهة واحدة بين حركة الجهاد وإسرائيل، إلا أن المخاوف الإسرائيلية من سيناريو "حرب مُتعددة الجبهات" لا تزال قائمة، خاصةً مع حرص طهران على استمرار القتال، وعرقلة اتفاق على وقف إطلاق النار.

يحذر المسؤولون العسكريون الآن علانية من أول حرب مُتعددة الجبهات، منذ حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.

وقالت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن إيران تنفق ملايين الدولارات سنوياً على حركة الجهاد، وتخشى أن يذهب  استثمارها هباءً، مضيفة تحت عنوان "تقديرات إسرائيلية: إيران تحاول نسف محادثات على وقف إطلاق النار"، أن التقييمات في إسرائيل تشير إلى أن إيران تضغط على كبار مسؤولي الحركة الفلسطينية في لبنان لمنع اتفاق على وقف إطلاق النار بأي شكل من الأشكال، أما  حماس فتجلس "على الحياد" وتريد أن تنهي الجولة بسبب الأضرار المالية.
وتقول الصحيفة، إن من وجهة نظر الإيرانيين، يعني قبول وقف إطلاق النار استسلاماً لإسرائيل لأن الحركة التي ترتبط بهم ارتباطاً وثيقاً أكثر من أي منظمة فلسطينية أخرى تعرضت لضربة شديدة، ولم تتمكن حتى الآن من تحقيق إنجاز واحد في الجولة الحالية، لذلك سيستمرون في الضغط لمنع وقف إطلاق النار.
وتابعت الصحيفة "لنتذكر أن طهران تمول الجهاد بعشرات الملايين من الدولارات سنوياً، وحتى هذه اللحظة تدرك أنه استثمار ذهب هباءً"، لافتة إلى أنه في إطار ضغوطهم لمنع وقف إطلاق النار، بدأ المسؤولون الإيرانيون في إطلاع وسائل الإعلام المحلية على ذلك وتقديمه على أنه تعاون مع إسرائيل.

 
حماس 

ولفتت الصحيفة إلى أن حماس تجلس حتى الآن على الحياد ولا تساعد الجهاد، رغم أنها أعلنت رداً موحداً، وتبدي اهتمامها بوقف إطلاق النار من جانبها لمنع الأضرار الاقتصادية، وتقليص مدة الحملة التي أضرت بها وأدت إلى إغلاق المعابر، فلا يمكن إدخال البضائع إلى غزة، أو دخول 18 ألف عامل من قطاع غزة إلى إسرائيل.
وأضافت "يديعوت" أنه رغم رضاء الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" عن العملية حتى الآن، بعد الضربة المفاجئة التي حصدت ثلاثة من كبار قادة الحركة، تستعد المؤسسة الأمنية لهجوم مفاجئ محتمل ليس فقط في غزة بل في الضفة الغربية أيضاً، حيث تود الحركة إنهاء الحملة بـ"إنجاز".
ولفت إلى أن إسرائيل لم تنجح في فصل الساحة الشمالية عن التصعيد، ومنع حماس من الانضمام إليها فحسب، بل حافظت على هدوء الضفة الغربية.

 مُتعددة الجبهات

وتحت عنوان "على شفا حرب مُتعددة الجبهات"، قال موقع "ميدا" الإسرائيلي: "مادامت اسرائيل ووكلاؤها مستعدون لهجوم شامل، فقد لا تنتظر إسرائيل الخطوة الأولى من جانبهم".
وأضاف الموقع الإسرائيلي، أنه لأول مرة منذ نصف قرن تقريباً، هناك احتمال حقيقي، لتواجه إسرائيل حرباً جدية ومتعددة الجبهات، بادرت إليها إيران ونفذها وكلاؤها في المنطقة، بعد عقد تقريباً من نجاح  إسرائيل في تجنب حرب شاملة بالنشاط في "المنطقة الرمادية" عبر مجموعة متنوعة من العمليات ضد إيران ووكلائها.

وبعد أحداث شهر رمضان الماضي، أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل من لبنان، وقطاع غزة، ولذلك يحذر المسؤولون العسكريون الآن علانية من أول حرب مُتعددة الجبهات، منذ حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.