كمال كليجدار أوغلو (أ ف ب)
كمال كليجدار أوغلو (أ ف ب)
الأحد 21 مايو 2023 / 15:43

"أحلام" كليجدار أوغلو لا تكفي لإنقاذ ديمقراطية تركيا

يحلم زعيم حزب الشعب الجمهوري جمال كليجدار أوغلو بأن يكون منقذ الديموقراطية التركية التي تضررت من عقدين من سلطة بدون منازع.

كمال كيلجدار أوغلو يحب تقديم نفسه كرجل يتحلى بالصبر والمثابرة

لكن لا يزال أمام كيلجدار أوغلو مرشح المعارضة الموحدة، الكثير ليفعله الأحد 28 مايو (أيار) في مواجهة الرئيس التركي الذي يبدو، في هذه المرحلة، غير قابل للإزاحة.

في الدورة الأولى من الانتخابات، نال زعيم حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي-ديموقراطي) 44.9% من الأصوات مقابل 49.5% لاردوغان مرغماً إياه على خوض دورة ثانية للمرة الأولى.

تصعيد ضد اللاجئين

في مواجهة رئيس الدولة، شدد هذا الموظف الرسمي السابق البالغ من العمر 74 عاماً لهجته هذا الأسبوع حول مصير اللاجئين ومسألة الإرهاب، خلافاً لأسلوبه الهادىء الذي اعتمده خلال حملته الانتخابية للدورة الأولى في محاولة لاستمالة القاعدة الناخبة للقوميين. 
هذا المرشح الذي لطالما بنى صورة رجل شخصية عامة لا تتمتع بالكاريزما، طوّر حتى الآن رؤيته خلال تجمعاته الانتخابية وخصوصاً في أشرطة فيديو بسيطة ينشرها كل مساء على شبكات التواصل الاجتماعي.
هذه الاستراتيجية يبدو أنها أعطت نتائج حيث أن استطلاعات الرأي تظهر أنه في موقع جيد. لكن نتائج الدورة الأولى خلفت اجواء مخيبة للآمال.  قال كيلجدار أوغلو، "سأحمل القانون والعدالة الى هذا البلد. سأحمل التهدئة" واعداً بـ"الربيع".

مكافح للفساد

كما يطرح أبرز معارض لأردوغان نفسه كمكافح للفساد في السياسة التركية مندداً منذ سنوات بهذه الآفة المستشرية بحسب قوله في أعلى هرم السلطة.
ووعد بأنه في حال انتخابه سيدفع فواتير الماء والكهرباء وسيفضل قصر جانكايا الرئاسي التاريخي على القصر الفخم المكون من 1100 غرفة الذي بناه أردوغان على تلة مشجرة في أنقرة.
تعهد كمال كيلجدار أوغلو أيضاً بعدم مصادرة السلطة مؤكداً أنه "بعد إعادة الديموقراطية" والحد من سلطات الرئيس سيتخلى عن كل شيء للاهتمام بأحفاده.
منذ أن تولى رئاسة حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، قام بتغيير نهج الحزب من خلال محو صورته العلمانية المتشددة.

حق الحجاب

هكذا في 2022 اقترح مشروع قانون لضمان حق النساء التركيات في وضع الحجاب، سعياً منه لاستمالة القاعدة المحافظة.
المرشح الذي ولد لعائلة متواضعة في مقاطعة تونجلي المتمردة تاريخياً (شرق) ذات الأغلبية الكردية والعلوية، أراد في موازاة ذلك كسب أصوات الأكراد الذين يطلق كثيرون منهم عليه اسم "بيرو"، مثل استحضار لكلمة جد أو شخصية دينية علوية.
خلال الحملة، كسر أحد المحرمات بعدما كشف في شريط فيديو انتشر على نطاق واسع، انتماءه إلى الطائفة العلوية.
هذا الخبير الاقتصادي الذي تولى لفترة رئاسة الضمان الاجتماعي التركي في التسعينيات، كان يعتبر حتى الآن غير قادر على الفوز بانتخابات.
لكن الفوز المزدوج في 2019 لمرشحي حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة، الذي شكل نكسة غير مسبوقة لرجب طيب أردوغان وحزبه، يعود الفضل فيه إليه بشكل كبير.
متسلحاً بهذا النجاح، تمكن هذه السنة من أن يجمع حوله 6 تنظيمات معارضة وأن ينال دعم أبرز حزب مؤيد للاكراد. أحاط نفسه خلال الحملة برئيسي بلدية إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش وهما يحظيان بشعبية واسعة ويريد تعيينهما نائبين للرئيس في حال فوزه وأعاد تشكيل فريقه حول إمام أوغلو في الدورة الثانية.
في كل من تجمعاته الانتخابية، كان كمال كيلجدار أوغلو يتوجه إلى مناصريه راسماً علامة "قلب بإصابعه" ما أصبح شعار حملته. لكن هذا الرمز المحبب ووعوده بانهاض الاقتصاد لم تكن كافية لكي يتقدم على الرئيس الحالي.
ويحب كمال كيلجدار أوغلو تقديم نفسه كرجل يتحلى بالصبر والمثابرة، وهما صفتان سيكون عليه استخدامهما مجدداً لحشد الناخبين وصولاً حتى 28 مايو (أيار) اذا كان يأمل في هزم منافسه.