دخان يتصاعد في سماء الخرطوم (رويترز)
دخان يتصاعد في سماء الخرطوم (رويترز)
السبت 22 يوليو 2023 / 14:32

السودان.. احتدام المواجهات مع تعقد مسار المفاوضات

تشهد مدن سودانية مختلفة منذ صباح اليوم السبت، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى لوقوع عدد من القتلى، والجرحى، إضافة لأضرار بالقطاع الصحي الذي أصبح مهدداً بالانهيار الكامل، مع توقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل.

وترافقت الاشتباكات الجديدة، مع اتهامات للجيش السوداني بتحشيد وتحريض المدنيين على حمل السلاح، لتعزيز صفوفه.

وقال شهود صباح اليوم السبت، إن اشتباكات كبيرة دارت في الخرطوم ومدينتي نيالا والأبيض، استهدف الجيش السوداني خلالها تمركز قوات الدعم السريع في أحياء "العُشرة" و"جبرة" في محيط "سلاح المدرعات جنوبي العاصمة السودانية.
وفي مدينة بحري شمالي الخرطوم، دارت اشتباكات مماثلة بالأسلحة الثقيلة، وتركز معظمها في منطقة "الكدرو" ومحيط "جسر الحلفايا"، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان. وامتد القتال إلى مدينة أم درمان، غربي العاصمة، حيث سمع دوي رصاص، وأسلحة ثقيلة وخفيفة، وسط تحليق للطيران الحربي. 

وفي دارفور، أصبح القتال أشد ضراوة بين الجيش والدعم السريع، مع اقتراب الصراع من دخول شهره الرابع، دون حسم للمعركة. وأكد شهود، أن مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور (غرب) شهدت اشتباكات عنيفة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى.

وبحسب "هيئة محامي دارفور"، فإن القتال الشرس خلف 16 قتيلاً.  وذكرت الهيئة (غير حكومية) في بيان مساء أمس الجمعة، أن "أكثر من 16 شخصاً سقطوا في نيالا جراء تجدد الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع".

قتلى في الأبيض 

وفي مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان، ارتفع عدد القتلى المدنيين إلى 4، والمصابين إلى 45 نتيجة القصف المستمر منذ ساعات والذي طال مستشفيات في المدنية، بحسب ما ذكرته نقابة أطباء السودان في بيان لها على "فيس بوك".
وأوضحت النقابة، يوم الجمعة أن المدينة شهدت اشتباكات مسلحة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأضاف البيان، "سقطت قذيفة في ساحة مستشفى الأبيض التعليمي بالقرب من مركز غسيل الكلى، وقذائف بمحيط مستشفى الضمان ومستشفى النساء والتوليد والمستشفى الكويتي، سقط على إثرها 4 مدنيين حتى الآن، وما زالت الإصابات تتوافد حتى اللحظة". 

مفاوضات عسيرة

ويدفع الوسطاء لتجديد اتفاق الهدنة بين الجيش والدعم السريع، لكن طريق مفاوضات جدة التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة، أصبح مليئاً بالتعقيدات، مع تعنت طرفي الصراع.

وأمس الجمعة، أكد وزير الخارجية المكلف في الحكومة السودانية، أن المعلومات التي يتم تداولها بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة معلومات غير دقيقة ولا تعكس واقع الحال وذلك لأن المفاوضات غير المباشرة لم تستأنف أعمالها بصورة جدية بعد، وأن "القبول بهدنة أخرى مشروطة بالتزام المتمردين بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين والكف عن عمليات السلب والنهب وقطع الطرقات وتعطيل حياة الناس"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السودانية. 

تحشيد 

وفي ظل تراجع الآمال بتجديد اتفاق الهدنة، بدأ الجيش بتحشيد عدد أكبر من المدنيين إلى صفوفه، لتعويض الخسائر، عبر غطاء من الجماعات الإسلامية. 

وتداول نشطاء تقارير تفيد بقيام قيادات في "حزب المؤتمر الوطني" المنحل، والحركة الإسلامية بحملات لتجنيد عناصر من الشباب بهدف دعم الجيش السوداني الذي تكبّد خسائر فادحة، وفقاً لما ذكره موقع "الراكوبة".
وكشفت معلومات متداولة، أن عدداً من ضباط الجيش عقدوا اجتماعات مع قيادات في المؤتمر الوطني، أبرزها الهارب من سجن كوبر أحمد هارون، في ولايتي القضارف وكسلا بشرق السودان لتنظيم عملية التجنيد والاستفادة من القاعدة الشعبية التي تتمتع بها فلول الرئيس السابق عمر البشير في منطقة أيدت الكثير من قياداتها الجيش.

ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل (نيسان) الفائت والسودان غارق في أزمات كبيرة، وأسفر الصراع الدامي بين القائدين العسكريين عن مقتل نحو 3 آلاف شخص على الأقل، وتهجير أكثر من 3 ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.