سفينة شحن أوكرانية في البحر الأسود (تويتر)
سفينة شحن أوكرانية في البحر الأسود (تويتر)
الأربعاء 16 أغسطس 2023 / 20:47

"جوزيف شولت" تغادر أوديسا وتتحدى التهديدات الروسية

أعلنت أوكرانيا، اليوم الأربعاء، مغادرة أول سفينة شحن ميناء أوديسا الواقع على البحر الأسود عبر ممرّ ملاحي جديد، رغم تحذير روسيا في وقت سابق من أنها قد تستهدف السفن التي تستخدم الموانئ الأوكرانية.

وهذا الإعلان، الذي يثير مخاوف من تدخل سفن حربية روسية، جاء بعد ساعات من إعلان أوكرانيا أنها حرّرت قرية، في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه على طول الجبهة الجنوبية.

ممر ملاحي جديد 

وأصدرت روسيا تهديدها بعدما أوقفت الشهر الماضي العمل باتفاق الحبوب، الذي تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، وتضمَن ممراً آمناً لشحنات الحبوب من 3 موانئ أوكرانية، وقال الوزير الأوكراني المكلف بشؤون البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف إن "حاملة الحاويات "جوزيف شولت" غادرت ميناء أوديسا، وتبحر عبر الممر الموقت الذي أنشئ للسفن المدنية".

وكانت السفينة تبحر بموازاة الساحل الأوكراني متجهة نحو فيلكوف جنوباً.
ومنذ خروج روسيا من الاتفاق، صعّدت موسكو هجماتها على البنى التحتية لميناء البحر الأسود الأوكراني، والمرافق التي تستخدمها كييف لتصدير الحبوب عبر نهر الدانوب.

وقالت أوكرانيا إن مسيرات روسية ألحقت أضراراً بميناء على نهر الدانوب في منطقة أوديسا في جنوب البلاد، في أحدث هجوم يستهدف هذه المنشآت مذ أوقفت موسكو العمل باتفاق الحبوب، وأثار الهجوم موجة غضب في رومانيا المجاورة، التي أصبحت الآن مركزاً رئيسياً لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج منذ انهيار الاتفاق.

تحرير أوروجاين

وقال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط 13 مسيرة خلال الليل في منطقتي أوديسا وميكولايف الجنوبيتين، وغادرت سفينة الشحن ميناء أوديسا بعد ساعات من إعلان الجيش الأوكراني استعادة السيطرة على أوروجاين، وهي قرية صغيرة في منطقة دونيتسك التي يقول الكرملين إنها باتت جزءاً من روسيا.

وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار عبر منصات التواصل الاجتماعي "تم تحرير أوروجاين.. الهجوم يتواصل"، وأطلقت كييف مطلع يونيو (حزيران) الماضي هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها، بعد حصول الجيش الأوكراني على دعم عسكري غربي ضخم.

وأوروجاين، التي كان عدد سكانها يقدر بزهاء ألف نسمة قبل الحرب، تعتبر ضمن مجموعة من القرى التي تعمل القوات الأوكرانية منذ أسابيع على استعادتها، ويأتي الإعلان الأوكراني عن استعادة أوروجاين غداة تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الموارد العسكرية الأوكرانية "شبه مستنفدة".

وموسكو التي تقلل دائماً من قدرات كييف الهجومية، لم تعلق بعد على التصريحات الأوكرانية بشأن استعادة القرية، إلا أن كييف أقرّت بصعوبة المعارك في شمال شرق البلاد والتقدم في مواجهة الدفاعات الروسية حول بلدة كوبيانسك، مما دفع السلطات المحلية إلى تشجيع إجلاء المدنيين الأكثر ضعفاً.

وقالت فيرا فونيسكو، البالغة 53 عاماً، قبل ركوب حافلة صغيرة: "أنا مريضة وينبغي أن أُخرج حفيدي من هنا"، وأكد الجيش الروسي في تقريره اليومي الأربعاء أنه "حسّن" مواقعه في هذا الموقع من الجبهة.

محاولات تسلل 

وفي وقت لاحق، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إحباط محاولة توغل مجموعة استخباراتية ومخرّبين أوكرانيين من أوكرانيا إلى منطقة بريانسك الحدودية، مشيراً إلى "مقتل 4 مخربين" أوكرانيين، دون تحديد تاريخ العملية، واعتبر الأمن الفيدرالي أن هذا الأمر "يشهد على الاستعداد بهدف تنفيذ استفزازات، وأعمال تخريب في الأراضي الروسية".

ومن جانبه، أوضح حاكم منطقة بريانسك ألكسندر بوغوماز، أن محاولة التوغل قام بها "6 مخربين"، وكتب على تلغرام "شكراً للمدافعين عنا". وهذه هي محاولة التوغل الثانية التي تعلن عنها روسيا في يومين.

وكان الحاكم أعلن أمس الثلاثاء، أن القوات الروسية أحبطت محاولة توغل "مجموعة من المخربين" الأوكرانيين في هذه المنطقة الحدودية مع أوكرانيا، وتشهد المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا منذ أشهر هجمات متزايدة بالمسيّرات تنفذها كييف، وفقاً لموسكو.

استهداف دونيتسك

وتعد دونيتسك من المناطق الرئيسية في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، وهي واحدة من 4 مناطق أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها العام الماضي، بعد أشهر من بدء غزو قوات بلاده لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وأعلن حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو صباح الأربعاء مقتل 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين في المنطقة بقصف روسي خلال الـ24 ساعة الماضية، وإلى الشرق، تقاتل القوات الأوكرانية أيضاً لدحر القوات الروسية من شمال وجنوب مدينة باخموت التي دمرتها الحرب.