انزعاج أردني بعد استمرار تهريب المخدرات من سوريا

كشف مصدر حكومي، أن الأردن أبلغ سوريا انزعاجه من استمرار تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية للمملكة، رغم إعلان الأخيرة عن حملات أمنية وإجراءات لضرب أوكار المخدرات في جنوب البلاد.

وأحبط الأردن خلال الأيام الماضية عدة محاولات لتهريب المخدرات خصوصاً عبر طائرات مسيرة صغيرة، يتم تحميلها بأنواع باهظة الثمن من المخدرات كالهيروين، إضافة لأنواع أخرى مثل الكبتاغون والحشيش، فضلاً عن محاولات تهريب أخرى بواسطة شاحنات صغيرة.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"24" إن مسؤولين أردنيين اتصلوا بنظرائهم السوريين لحثهم على اتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان القضاء على بؤر المخدرات التي لا تهدد الأردن فقط، وإنما يطال ضررها معظم الدول المجاورة.
وبين أن المعلومات المتوفرة تشير إلى وجود شخصيات مرتبطة بحزب الله اللبناني وميليشيات إيرانية ما زالت ترعى تهريب المخدرات بالتعاون مع رجال أمن سوريين.
وذكر المصدر أن أعداد الطائرات المسيرة وتجهيزها يتم في معسكر تسيطر عليها الميليشيات ورجال أمن مرتبطين بإيران.
في غضون ذلك، قال الناشط السوري أحمد المسالمة في اتصال مع 24، إن الحكومة اعتقلت بعض تجار المخدرات مثل عبدالله الخالدي، وفواز الخالدي، وهما يرتبطان بشبكة المخدرات التي يرعاها حزب الله.

لكن المسالمة قال إن العديد من العاملين في المخدرات لم تطالهم الحملات الأمنية حتى الآن.
ويرى الناشط السوري أن اعتقال تجار المخدرات دون رفع يد حزب الله عن الجنوب السوري لن يؤدي إلى تحسن الحالة الأمنية، وسيبقي عمليات صناعة وتهريب المخدرات في ازدياد.

ومحاولات التهريب باتت منظمة منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، وتستخدم فيها طائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع الأردن لاستخدام سلاح الجو مرات عدة لإحباطها.

كان الجيش الأردني أعلن 24 يوليو (تموز) إسقاط طائرة مسيرة محملة كيلوغرامين من مادة الكرستال المخدرة في محاولة لتهريبها من سوريا إلى الأردن، وذلك غداة أول اجتماع للجنة مشتركة أردنية-سورية في عمان بحث في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود.

واللجنة هي اتفاق تمخض عنه اجتماع تشاوري حول سوريا في عمّان في مايو (أيار) بمشاركة وزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر.

وبحث وزير الخارجية أيمن الصفدي في 3 يوليو (تموز) مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، ملفات بينها اللاجئين ومكافحة المخدرات.

في 16 أغسطس (آب) الجاري أعلن الجيش الأردني إسقاط طائرة مسيرة محملة بالمخدرات والمتفجرات.

وبعد ذلك بثلاثة أيام، أعلن الجيش إحباط تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا، عبر عملية وصفها بـ"النوعية"، جرى خلالها إصابة عدد من المهربين بالرصاص.

وتؤكد المملكة أن 85% من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى خارج الأردن.