الأربعاء 30 أغسطس 2023 / 17:23

مفاجأة في التحقيقات حول تفجير نورد ستريم.. ماذا لو كانت أوكرانيا؟

أبدت الصحافة الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء، اهتماماً واسعاً ببوادر نتائج التحقيقات الألمانية المُسرّبة حول تفجير خط أنابيب الغاز نورد ستريم، فتساءلت "اللو موند" حول المعطيات الجديدة المفاجئة "ماذا لو كانت أوكرانيا؟" في إشارة للدولة التي تقف وراء عمليات التفجير.

وبحثت اليومية الفرنسية في تبعات وعواقب الوصول إلى أدلة نهائية تثبت تورط الحليف الأوكراني الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً، في تدمير إحدى أهم البنى التحتية الحيوية لألمانيا، وهو ما يفسّر ربما امتناع برلين لغاية اليوم عن تسليم كييف منظومة صواريخ توروس، مع احتمالات تراخي الدور الأوروبي الداعم لكييف.
وتحاول السلطات الألمانية منذ نحو عام حل لغز الهجوم غير المسبوق، حيث هزت انفجارات بقوة خطَّي أنابيب نورد ستريم 1 و2 المصممين لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بينما لا يزال المدعي العام الاتحادي للبلاد يُجري تحقيقات ضدّ مجهول.
وبعد أن كانت الاتهامات تتوجه في البداية نحو روسيا أو بولندا أو الولايات المتحدة، أصبحت أوكرانيا مؤخراً المُشتبه به الأول. ويدعم هذا الاتجاه تحقيقات مستقلة أجرتها كل من مجلة دير شبيغل، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الرسمية، حيث حاول صحافيو التحقيقات وضع سيناريو محتمل للهجوم.
وبهدف ذلك، فقد قام الفريق الإعلامي المُشترك باستئجار نفس المركب الشراعي الذي استخدمه الكوماندوز في العملية، فأعادوا الإبحار به في بحر البلطيق تدريجياً، من ميناء روستوك وفق مسار العودة، متوقفين قبل ذلك في جزيرة كريستيانسو التي تبعد 44 كم عن موقع التفجير. وكشفت "اللو موند" أن محققي مكتب المدعي العام في ألمانيا، وبعد تتبع كافة الخطوط والاحتمالات، تأكدوا من مشاركة المركب المذكور في عملية التفجير، وساعدهم في ذلك كون أن الفريق الذي قام بالهجوم كان آخر من استأجر المركب، ولم يقوموا بعمليات التنظيف ومسح الأدلة، حيث عثرت الكلاب البوليسية على آثار متفجرات من الممكن استخدامها في مياه البحر، كما تمّ العثور على بقايا لتلك المواد على أنابيب الغاز التي تضررت جراء الانفجارات.
وانتهت التحقيقات الألمانية إلى أن الجهة التي دفعت تكاليف استئجار قارب الهجوم، هي وكالة سفر موجودة في وارسو، بينما مديرتها البولندية تقيم في العاصمة الأوكرانية كييف. وتمّ التعرف كذلك على أحد أفراد الطاقم الذي قام بالهجوم، وهو جندي أوكراني ينتمي إلى اللواء الميكانيكي 93 في الجيش الأوكراني، وحصل قبل شن العملية ضد خط أنابيب الغاز على تدريبات مكثفة في الغوص. كما خلصت تحقيقات الفريق الإعلامي الألماني المشترك إلى أن فريق التفجير كان يتكون من 8 أشخاص، منهم 6 مقاتلين سباحين وغواصين، واثنان من المسعفين، وكانوا يتبعون مباشرة تعليمات القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني.
يذكر في هذا الصدد أن الاستخبارات العسكرية الهولندية كانت قد كشفت أن الاستخبارات المركزية الأمريكية حاولت منع الجانب الأوكراني من القيام بعملية تفجير خط نورد ستريم، وذلك بعد تسرب معلومات حولها قبل تنفيذها بأسابيع. وهولندا من الدول التي تملك حصة في نورد ستريم إلى جانب روسيا وفرنسا وألمانيا، ووقعت الانفجارات في منطقتين اقتصاديتين تابعتين للسويد والدنمارك.