قادة من الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر (أرشيف)
قادة من الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر (أرشيف)
الإثنين 25 سبتمبر 2023 / 15:40

هل تتكرر حرب أكتوبر؟

تساءل الصحافي والكاتب آفي ماير رئيس تحرير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن احتمال تكرار حرب أكتوبر، قائلاً: "نحن أكبر سناً، وأكثر حكمة، وأكثر تضرراً من المعارك، وأمة أفضل رسوخاً مما كنا عليه في ذلك الوقت، ولكن علينا أن نبقي غطرستنا بعيدة".

وفي مقال  بصحيفة "جيروزاليم بوست" أكد أن الإسرائيليين الذين تجاوزوا سناً معينة، فإن ذكرى تلك الأسابيع في خريف 1973 التي بدت فيها إسرائيل على وشك الاختفاء، لا تزال حية فيهم إلى حد كبير. دوي صفارات الإنذار من الغارات الجوية، وتدفق المصلين خارج المعابد اليهودية، واندفاعهم للانضمام إلى وحداتهم في ذروة عيد الغفران، والتقارير الرهيبة من الجبهة، والمقابر الجماعية في حدائق المدينة، والفوضى والارتباك بين الجنود  الإسرائيليين والقيادة الحكومية، والخوف الملموس من الدمار الوشيك، ترك كل ذلك انطباعاً لا يمحى من وعي الأمة.

 

تحطم صورة إسرائيل

وبينما يختلف المؤرخون على حجم  المفاجأة، والمسؤول الأساسي عن فشل إسرائيل في الاستعداد للحرب، هناك شبه إجماع على فكرة أن الحرب حطمت صورة إسرائيل بين مواطنيها والمراقبين حول العالم، باعتبارها معجزة لا تقهر قادرة على صد هجمات "جيرانها المربكين" بسهولة وبشكل متكرر، وتوسيع حدودها.


صدمات نفسية

وأشار الكاتب إلى أن الحرب تسببت في صدمات نفسية وعاطفية دائمة لعدد لا حصر له من الإسرائيليين، من جنود ومدنيين، إلى جانب خسارة المعركة، لافتاً إلى أن العديد من  الذين أصيبوا بصدمات نفسية لا يزالون يعانون تلك الندوب إلى اليوم.


هل تتكرر ؟

وتابع "بينما نعيش الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر (تشرين الأول)، يجب أن نتساءل إذا كان يمكن أن تحدث مرة أخرى؟، فهل تواجه إسرائيل مجدداً إخفاقات متزامنة في الاستعداد العسكري والاستخبارات والقيادة الحكومية  إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على الرد بفاعلية على هجوم ضخم ومنسق يعرض وجودها ذاته للخطر؟".
وأجاب أن الموقف العسكري الإسرائيلي مختلف تماماً اليوم عما كان عليه في ذلك الوقت، فالولايات المتحدة تمد إسرائيل بأحدث المعدات العسكرية، بما فيها الطائرات والدبابات وقطع المدفعية والذخيرة، إلى جانب تطوير الصناعات الدفاعية والقدرات المحلية، حتى تحولت إسرائيل إلى واحدة من القوى العسكرية الرائدة في العالم، على حد قوله.
وأشار الكاتب إلى وضع الجيش الإسرائيلي في العالم، حيث صفنته مجلة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت" رابع أقوى جيش في العالم، خلف الولايات المتحدة، وروسيا، والصين فقط، لافتاً إلى أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تعد من الأكثر شمولاً وتقدماً في العالم، ويعتمد عليها حلفاء إسرائيل للحصول على معلومات عن التطورات العميقة داخل البلدان البعيدة.


أسباب هزيمة أكتوبر

ووفق الكاتب، كان هناك في حرب أكتوبر ضعف في الاستعدادات، وعجز في قراءة المعلومات الاستخباراتية بشكل صحيح، في ظل قيادة مترددة تتجنب المخاطرة، وشعور سيئ ممزوج بالغطرسة والقهر، موضحاً أن كل ذلك هو الذي أنتج الظروف التي مكنت الجيوش المجاورة من توجيه مثل هذه الضربة المدمرة لإسرائيل.


وضع مقلق

أما عن الوضع الحالي في إسرائيل، فقال الكاتب إن اللحظة الحالية تجعل الجميع يتوقف عندها، ففي الصيف الماضي احتدمت الاحتجاجات على خلفية التعديلات القضائية، وأعلن الآلاف من جنود الاحتياط أنهم سيرفضون التطوع للخدمة في عمل احتجاجي غير مسبوق ضد ما يعتبرونه تآكل الديمقراطية.
ومع اتساع هذه الظاهرة، ونشر أعضاء الخدمة من مختلف فروع الجيش الرسائل، وتوقيع الالتماسات، رفصاً للخدمة، بدأ كبار القادة في التعبير عن قلقهم المتزايد من تأثيرها على قدرة الجيش على تنفيذ مهمته الأساسية المتمثلة في حماية البلاد.
واختتم قائلاً: "بينما نتأمل في الصدمة العميقة التي خلفتها تلك الأسابيع المصيرية قبل نصف قرن، من الأفضل لنا أن نبقي غطرستنا بعيدة عنا، نحن أقوياء من الخارج بقدر قوتنا من الداخل، ونحن نعتمد على قادتنا لعمل ما عليهم لضمان استمرارنا".