لافتة في مراكش ترحب بالمشاركين في اجتماع صندوق النقد والبنك الدوليين (رويترز)
لافتة في مراكش ترحب بالمشاركين في اجتماع صندوق النقد والبنك الدوليين (رويترز)
الخميس 5 أكتوبر 2023 / 15:37

بعد شهر من زلزال المغرب.. رغم الصعوبات مراكش تستضيف اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين

على بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة من المكان الذي ستحضر فيه النخبة المالية العالمية، اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في مراكش الأسبوع المقبل، يعيش مغاربة في خيام وسط أنقاض قراهم المدمرة بعد الزلزال المميت في الشهر الماضي.

وعلى مقربة من مقر الاجتماعات في المدينة، حيث الأضرار أقل حدة، رمم بالفعل سور البلدة القديمة وغطيت مئذنة سقطت وأزيلت الأنقاض.

ولكن في جبال الأطلس الكبير، حيث قُتل معظم الضحايا وعددهم 3 آلاف، يعيش قرويون في خيام، يحاولون مواصلة حياتهم التي قلبها الزلزال رأساً على عقب.

وقال عمر آيت أوكادير، الذي فقد ابنيه خالد (14 عاماً) وتوفيق (10 أعوام) في الكارثة، حين هز الزلزال قرية إيمي نتالا النائية، حيث قتل 84 شخصاً: "كان الأمر أشبه بقنبلة". ونجت زوجة آيت أوكادير وابنتهما. وبينما يجمع خشباً من أطلال منازل منهارة ليبني كوخاً إلى جانب الخيمة الصفراء المنصوبة بين أشجار على مشارف القرية، حيث يتصببون عرقاً نهاراً ويكادون يتجمدون من البرد ليلاً، شكا آيت أوكادير قائلاً إنه لا يعرف ماذا سيفعل "عندما ينزل الثلج في الشتاء".

ووعدت السلطات بتعويض ضحايا الزلزال بدفع راتب شهري بـ 250 دولاراً لكل أسرة، وآلاف الدولارات لإعادة بناء المنازل المدمرة. وتوزع خياماً وبطانيات وتنشئ مستشفيات ميدانية، وتزيل الأنقاض.

وتعتزم الحكومة استثمار 12 مليار دولار في إعادة الإعمار والبنية التحتية على مدى 5 سنوات في المنطقة التي دمرها الزلزال. ووافق صندوق النقد الأسبوع الماضي على قرض بـ 1.32 مليار دولار، طُلب قبل الزلزال، للحماية من الكوارث الناجمة عن المناخ.

عودة السياحة

ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 10 آلاف مشارك اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بناء على طلب مباشر من الحكومة المغربية، وقالت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك: "الرباط أعطت ضمانات بأن المؤتمر لن يعطل أعمال الإغاثة".

وكان من المقرر عقد الاجتماع السنوي في مراكش قبل الزلزال، ومن المتوقع أن يتناول القضايا العالمية، خاصةً تخفيف عبء الديون عن كاهل البلدان الفقيرة والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاعات بين الولايات المتحدة والصين.

ويُنظر إلى الاجتماع الآن على أنه مهم لجذب السياح إلى المغرب، ودعم قطاع حيوي لمراكش والمناطق المحيطة بها التي ضربها الزلزال.

وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة بالمدينة، حيث يحتشد السكان المحليون والسياح أمام فناني الشوارع وأكشاك السوق للاستمتاع بالأكل المحلي، وحلقات الموسيقى، قال حميد بنعدي من محل للعصائر، إنه يأمل أن تساعد الاجتماعات في إعادة الزوار، وأضاف "كان العمل بطيئاً بعض الشيء، ولكن الآن والحمد لله بدأت الحياة الطبيعية تستأنف تدريجياً".

وعلى بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب مراكش، تعود الحياة الطبيعية تدريجياً إلى مدينة أمزميز، حيث تخدم المقاهي والمطاعم الزبائن في المباني المهدمة، رغم أن الحطام لا يزال يتساقط أحياناً من الأسطح والأسقف.

ويعيش عصام المزكوطي في واحدة من مئات الخيام المنتشرة في أنحاء البلدة مع زوجته وأطفاله الـ 6 بعد انهيار منزلهم. وقال إن أكبر مشكلة يواجهها الناجون من الزلزال هي غياب المراحيض ومرافق الاغتسال الكافية، وهي مشكلة تحدث عنها أيضاً آيت أوكادير في قرية إيمي نتالا، الذي قال إنه لم يتمكن من الاستحمام إلا مرة واحدة منذ الزلزال.