هدى الشماشي (من المصدر)
هدى الشماشي (من المصدر)
الخميس 4 يناير 2024 / 21:09

المغربية هدى الشماشي لـ24: أعتز بفوزي بـ"سرد الذهب"

24 - إعداد: نجاة الفارس

أكدت الكاتبة هدى الشماشي التي فازت مؤخراً بجائزة سرد الذهب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، عن قصتها "مرثية العطر والبحر"، أن فكرة القصة انبثقت وهي تسمع حديثاً جانبياً لتلاميذها الصغار عن الهجرة السرية.

وفي حوار خاص لـ24 قالت الشماشي: "بالنسبة لي يعد الفوز بجائزة سرد الذهب خبراً سعيداً بالتأكيد، فالكاتب يقضي أوقاتاً جادة في العمل والكتابة والقراءة وهي أوقات متعبة ولكنها ممتعة أيضاً، غير أنه يحتاج بين الحين والآخر للحظات من التقدير التي تثبت له أن يبلي حسناً، ومما سرني في هذا الفوز أن أعضاء لجنة التحكيم هم قامات وأسماء بارزة جداً في سماء الأدب العربي، فكان مجرد اختيارهم لعملي أمراً أعتز به جداً".

وعن قصة "مرثية العطر والبحر أوضحت الكاتبة: "الفكرة انبثقت وأنا أسمع حديثاً جانبياً لتلاميذي الصغار عن الهجرة السرية، لقد كان عدد من رجال القرية قد هاجروا عن طريق السفر إلى تركيا ثم أكملوا طريقهم عبر الغابات إلى أوروبا، وبدا أن الجميع متحمسون للأمر، بما في ذلك تلاميذي أو أقرباءهم من الشباب والمراهقين، وعندها أعتقد أنني بدأت بربط النقاط بين جميع ملحوظاتي السابقة التي جمعتها منذ أن بدأت العمل والعيش بمنطقة الحسيمة شمال المغرب".

وحول المدة الزمنية التي قضتها في كتابة القصة، أضافت: "كتبت القصة خلال يومين متواصلين لأنني لا أستطيع أن أكتب بشكل متقطع أو ممتد على فترات، حيث أشعر حينها أنني أفقد الاتصال بالجو الذي يخيم على الحكاية وأنفصل عنها، لذلك أفضل عادة الكتابة حين تسمح لي الظروف بإكمال عملي بشكل غير متقطع، أما فيما عدا ذلك فأكتفي بأخذ ملحوظات وأفكار أدونها هنا وهناك حتى لا أنساها".

وبالنسبة للمحاور الرئيسة التي تدور ضمنها أحداث "مرثية العطر والبحر" ذكرت الشماشي: "تتحدث القصة عن حكايتين: الأولى هي غرق القارب الذي يقل المهاجرين السريين من القرية الساحلية حيث تعمل المعلمة التي تروي الأحداث، والثانية هي غرق صندوق عطور أندلسي أسطوري يعود للجد الأكبر للمعلمة ذات الأصول الموريسكية، فمدار القصة هو البحر".

وتابعت: " أن شخصيات العمل الرئيسية هي معلمة الأطفال التي تحكي الأحداث، ثم حبيبها الذي تبدو القصة كرسالة أخيرة موجهة إليه، وأيضاً جدّها الأندلسي المتصوف العظيم الذي يلقي بظلاله على كل شيء".

أما بالنسبة لعملها الأدبي المقبل، فصرحت: "أعمل على مجموعة القصصية أتوقع نشرها خلال الأشهر القريبة المقبلة، وتجمع مجموعةً من القصص التي نشرتها سابقاً في منابر مختلفة، بالإضافة إلى قصص تنشر للمرة الأولى".

الكاتبة في سطور

يشار إلى أن هدى الشماشي موظفة بوزارة التعليم، وقد أتاح لها إلمامها باللغة الفرنسية آفاقاً للقراءة في الأدب، وخاصة الرواية والقصة القصيرة بالفرنسية.

ولدت هدى الشماشي سنة 1994 بمدينة المضيق في أسرة من أصول ريفية أمازيغية، ثم  اهتمت في البداية بكتابة الشعر وفازت بمسابقات محلية، لكنها تحولت تماماً إلى الكتابة النثرية، فكتبت مخطوطة رواية " الشيطان" سنة 2014 وفازت بها بالرتبة الثانية في مسابقة القناة الثانية المغربية للأدب/ فرع الرواية، والتي قررت فيما بعد أن تمتنع عن نشرها.

ثم بدأت عقب ذلك بكتابة القصة القصيرة والمقالات، ونشرت في العديد من المنصات الإلكترونية والورقية العربية والمغربية، وكذلك ببعض الكتب الجماعية ومنها: بلا هوادة، وميض القصص وغيرها.

ومنذ سنة 2017 انتقلت إلى مدينة الحسيمة بمنطقة الريف حيث تعمل منذ ذلك الوقت بالتعليم الابتدائي، وشاركت سنة 2023 في مسابقة ( جائزة سرد الذهب) حيث فازت عن فرع القصة القصيرة غير المنشورة، بقصتها " مرثية العطر والبحر" التي اعتبرتها لجنة التحكيم مزاوجة جميلة بين طرد المسلمين من الأندلس في الماضي، والهجرة السرية في الحاضر.

وتعمل الشماشي حالياً على مجموعة من المشاريع الأدبية، منها مجموعة قصصية، ومخطوطة رواية تدور أحداثها في منطقة الريف الغنية بتراثها الثقافي.