الروائي الفرنسي جيلبر سينويه (من المصدر)
الروائي الفرنسي جيلبر سينويه (من المصدر)
الجمعة 5 يناير 2024 / 16:39

جيلبير سينويه الفائز بـ"سرد الذهب" لـ24: بصمات الشيخ زايد خالدة في تاريخ العالم

يقول الروائي الفرنسي جيلبير سينويه، مؤلف رواية "الصقر"، التي فازت مؤخراً بجائزة "سرد الذهب" 2023، فرع السردية الإماراتية، والتي ينظمها مركز أبو ظبي للغة العربية: "الفوز شرف عظيم بالنسبة لي، ويمثل واحدة من أعظم مكافآتي، إنها لحظة لن أنساها أبداً" موضحاً أن أحداث الرواية تدور حول شخصية القائد المؤسِّس للاتحاد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي ترك بصمات خالدة في تاريخ العالم.

ويضيف في حوار خاص لـ24: "استغرقت كتابة رواية "الصقر" عامين، عام في البحث والاطلاع والقراءة والمتابعة، وعام في الكتابة وقد أطلقت على الرواية هذا العنوان لأن صيد الصقور، من الهوايات التي أحبها الشيخ زايد بن سلطان ومارسها بإتقان، وكان شغوفاً بها"
يقول جيلبير سينويه: "اكتشفت شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، قبل 10 سنوات أثناء رحلتي أول مرة إلى أبوظبي، وكان الجميع يتحدثون لي عن أعماله وبصماته الخالدة في التاريخ، لكنني لم أفهم أهميته على الفور، لأنه لم يكن معروفاً في الغرب على نطاق واسع، ولكن فهمت جيداً مدى عظمته عندما تعرفت على العديد من إنجازاته أثناء زيارتي الثانية للإمارات، وقرأت الكثير عن حياته، عندما قررت أن أكتب سيرة ذاتية، ولكن خيالية، بالأسلوب الذي أكسبني جائزة سرد الذهب".
وعن المدة التي استغرقها في كتابة رواية "الصقر" يضيف: "استغرق الأمر مني حوالي عامين، عام من البحث وعام من الكتابة، وقد اخترت هذا العنوان للرواية، لأن صيد الصقور، كانت إحدى الهوايات التي أحبها الشيخ زايد ومارسها بإتقان، وكان لديه شغف بها، فكان بالنسبة لي عنواناً طبيعياً ومناسباً لرواية محورها الرئيس مسيرة وسيرة الشيخ زايد".  
وتقدم سينويه بجزيل الشكر والتقدير للمستشار الثقافي لرئيس الدولة زكي أنور نسيبة، الذي رافق الشيخ زايد طوال حياته قائلاً: "لقد أطلعني زكي نسيبة على الكثير من الجوانب المهمة في مسيرة الشيخ زايد، أيضا الشكر والتقدير موصول إلى رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، حيث تمكنت بمساعدتهما من الوصول إلى الأرشيف وشاهدت العديد من مقاطع الفيديو الموثقة لمسيرة الشيخ زايد، وتمكنت من زيارة مدينة العين بل وجميع إمارات الدولة".
وفي إطار رده عن سبب تشبيهه الشيخ زايد بغاندي في إحدى لقاءاته الإعلامية قال: "نعم لقد قارنت الشيخ زايد بن سلطان بغاندي، فقد وجدت العديد من الصفات المشتركة بين الرجلين، لقد كان الشيخ زايد من دعاة السلام، ورجل سلام مثل غاندي، وكان متسامحًا أيضا مثل غاندي، وكل منهما نجح في ترك بصمته على تاريخ العالم".
وعن عمله القادم كشف سينويه: "أكتب حالياً موسوعة عن العصر الذهبي للحضارة العربية، وتجمع المختارات التي أكتبها جميع الاختراعات العربية، والاكتشافات، وكذلك أسلط الضوء على حياة مبدعيها، سواء كان ذلك في مجال الطب أو الرياضيات والصيدلة ورسم الخرائط وما إلى ذلك، وأبدأ بتتبع تلك أبرز منجزات الحضارة العربية من بعد وفاة النبي محمد عليه السلام، ولغاية القرن الرابع عشر تقريبًا، وتستهدف هذه المختارات العالم الغربي لتذكيره بما يدين به للحضارة الإسلامية، كما أستهدف فيها الشباب المسلم، حتى يتذكروا أن التعليم والمعرفة هما مفتاح الحرية والتقدم".

يذكر أن رواية "الصقر" قد صدرت باللغة الفرنسية، عن دار نشر غاليما، وتدور أحداثها حول شخصية القائد المؤسِّس للاتحاد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقد وظف فيها سينويه خطابًا سرديًا قائمًا على رواية السرد  السير الذاتي، على لسان شخصية الشيخ زايد في مساراته المفصلية في مراحل بناء الدولة، ويتقاطع في هذا السَّرد مع منظور الدولة الحديثة بتفاصيلها من السياسي والثقافي إلى سرد تفاصيل العائلة الواحدة، وقد أمسك سينويه ببراعة بهذه المفاصل والمفاتيح السردية في شخصية القائد المؤسِّس وانطلق من الذاتي إلى بناء الدولة الطموحة بإنجازاتها الكبرى الفارقة، وإيمانها بقيم الانفتاح على الآخر والتسامح الثقافي.
وتتشكل هذه الرواية من خلال سرد توثيقي لحياة الشخصية المركزية وهي شخصية الأب المؤسِّس في تلك المجازية الرمزية التي يتماهى فيها مع الصقر بصفاته جميعها من الأصالة والقوة والحكمة وبعد النظر والطموح في التحليق إلى الأعالي، وتسرد هذه الرواية المحطات التاريخية الفارقة في حياة الشيخ زايد التي تتوازى وتتماهى مع سردية الإمارات الحديثة.

جيلبر سينويه

ولد سينويه، واسمه الحقيقي سمير كساب، في القاهرة عام 1947، وفي نهاية تعليمه الثانوي انتقل إلى باريس والتحق بجامعة السوربون حيث حصل على شهادة في الأدب، ثم درس الغيتار الكلاسيكي في مدرسة نورمال دي ميوزيك، وقام بالتدريس، ومع اقترابه من الأربعينيات من عمره، كرس نفسه بالكامل للأدب، وقد نشر حتى الآن ما يقارب من 35 كتاباً ورواية ومقالا وسيرة ذاتية مجتمعة، ترجمت إلى عدة لغات، بما في ذلك اللغة العربية، وفي عام 2018 نشر سيرة خيالية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "الصقر"، وبالإضافة إلى حياته المهنية كروائي، فإن جيلبرت سينويه كاتب سيناريو وكاتب حوار، ابتكر مسلسلاً تلفزيونياً عن الأساطير اليونانية، تم بثه على القناة الفرنسية الألمانية. "Arte"