الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في القاهرة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في القاهرة
الإثنين 22 يناير 2024 / 13:54

هل تشعل "أزمة الصومال" مواجهة جديدة بين مصر وإثيوبيا؟

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسائل إلى إثيوبيا والعالم، خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، الأحد، في القاهرة، قائلاً بالعامية المصرية: "محدش يجرب مصر".

رفض مصر للاتفاق

وشدد السيسي، خلال المؤتمر الصحافي، على أن مصر لن تسمح بتهديد الصومال وأمنها، مع تأكيده  رفض بلاده للاتفاق المبرم بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال.






يأتي ذلك بعد توقيع إثيوبيا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال (صوماليلاند) في يناير (كانون الثاني) الجاري، لحصول الدولة الحبيسة على منفذ بحري على أراضي الإقليم.


نص الاتفاق

وتنص مذكرة التفاهم على استئجار إثيوبيا منفذ بحري لاستخدامه لأغراض عسكرية وتجارية، في نطاق ميناء بربرة، وذلك مقابل حصول أرض الصومال على حصة من شركة الطيران الإثيوبية.



وكان إقليم أرض الصومال (صوماليلاند)، أعلن استقلاله دون أن يحظى باعتراف دولي منذ عام 1991، فيما تتمسك حكومة مقديشيو بأنه جزء من الصومال الكبير.




اتفاقية الدفاع المشترك

من جانبه، أكد الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقاً، السفير أحمد حجاج، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان حاسماً، خلال تصريحاته بالمؤتمر الصحافي مع نظيره الصومالي، بأن مصر تؤيد الصومال باعتبارها دولة عربية وإفريقية عضواً في الجامعة العربية.

وقال السفير حجاج لـ24: "هناك اتفاقية الدفاع المشترك بين الدول العربي القائمة حتى الآن، والتي تنص على أنه في حالة تضرر أي دولة عربية يجب أن تتضافر الدول العربية الأخرى للدفاع عنها ومساندتها".




وأضاف: "هذا لا يعني التدخل العسكري، كما يظن البعض، ولكن طبعاً التأكيد السياسي وليس فقط داخل جامعة الدول العربية، بل في المنظمات الإقليمية والدولية أيضاً مثل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما أشار الوزير سامح شكري لهذه القضية في قمة دول عدم الانحياز، والتي عقدت في كمبالا منذ أيام قليلة".



وتابع السفير حجاج "تصريح الرئيس السيسي ماحدش يجرب مصر، ليس موجهاً نحو إثيوبيا فقط، ولكنه موجهاً لأي جهة تحاول أن تمس مصر أو تعتدي عليها، فهذا تحذير لجميع الجهات الخارجية".

 

اتفاق غير شرعي

من جهته، أكد الباحث في الشؤون الإفريقية، رامي زهدي، أن تصريحات الرئيس السيسي تتوافق مع موقف مصر الذي تم الإعلان عنه برفض اتفاق دولة إثيوبيا الفيدرالية مع إقليم أرض السودان، بعد ساعات من الإعلان عن هذا الاتفاق، من خلال بيان للخارجية المصرية.

وقال زهدي لـ24: "الخارجية المصرية أعلنت من خلال هذا البيان رفضها لهذا الاتفاق والتأكيد على أنه اتفاق يفتقد للشرعية وضد القانون الدولي، لأنه اعتداء على سيادة دولة عربية وإفريقية وهي دولة الصومال".




وتابع "بعد بيان الخارجية قام وفداً مصرياً بزيارة دولة الصومال الشقيقة وتم خلال هذه الزيارة توجيه الدعوة للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، لزيارة مصر وعقد قمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، وبعد القمة بين الزعيمين خرج الرئيس السيسي في المؤتمر الصحافي ليؤكد على موقف الدولة المصرية الرافض لهذا الاتفاق والإعلان الرئاسي بدعم الصومال في هذه القضية والحفاظ على سيادتها كونها دولة عربية وإفريقية وترتبطت بعلاقات استراتيجية تاريخية مع مصر".


احترام سيادة الدول

وأضاف "الرئيس السيسي أكد خلال المؤتمر الصحافي على أن مصر ليس لديها أي مانع في سعي إثيوبيا للتطوير، ولكن ليس على حساب سيادة الدول والقفز على مقدرات الشعوب".



حماية الأمن القومي المصري

وأكمل "تصريح الرئيس السيسي محدش يجرب مصر، بالعامية المصرية، جاء للأهمية الاستراتيجية التي يمثلها أمن واستقرار القرن الإفريقي خاصةً إثيوبيا، والذي يمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر، لما يحقق استقراراً في البحر الأحمر والذي يمثل شريان حركة الملاحة الدولية عن طريق قناة السويس".




وأشار زهدي، إلى أن المتوقع في هذه الأزمة يؤدي إلى سناريوهين لا ثالث لهما، الأول هو أن تلتفت إثيوبيا إلى خطورة الموقف وتتراجع عن هذا الاتفاق، السيناريو الثاني هو أن تستمر إثيوبيا في العناد والتعنت، كما فعلت في ملف سد النهضة، وكل سيناريو سيؤدي إلى سيناريوهات أخرى للتعامل مع الموقف.


شبح المواجهة 

وشدد الباحث في الشؤون الإفريقية، على أن شبح المواجهة الدبلوماسية العنيفة أو الاقتصادية العنيفة أو حتى المسلحة والعسكرية، قائم بالتأكيد بين إثيوبيا من جهة والصومال بدعم عربي من جهة أخرى.