زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز. (أرشيف)
زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز. (أرشيف)
الخميس 1 فبراير 2024 / 17:41

ماذا لو استخدمت إيران "سلاح يوم القيامة"؟

تساءلت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية عن السيناريو التي تقرر فيه إيران استخدام "أسلحة يوم القيامة" فيما يتعلق بالتهديد البحري، مشيرة إلى أن أكثر من خمس استهلاك العالم من النفط يمر عبر الطريق الذي يربط بين الخليج العربي وخليج عمان، ويخضع بالكامل للسلطة الإيرانية.

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "سيناريو التهديد البحري: ماذا سيحدث إذا قررت إيران استخدام أسلحة يوم القيامة؟"، أنه حتى يومنا هذا، عطلت إيران الشحن العالمي بشكل رئيسي بواسطة وكلائها الحوثيين، وصداقتها مع تنظيم "القاعدة" في الصومال، ومع ذلك، فإن العالم يدرك أن إيران لم تقم بعد بتفعيل "سلاح يوم القيامة البحري" الذي تمتلكه.

كما أوضحت أن هذا السلاح يتمثل في إغلاق مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، وفي عالم النفط، يُعد هذا أهم طريق ملاحي، حيث يمر عبره نحو 21% من استهلاك الذهب الأسود في العالم، ويخضع المرور من خلاله للسلطة الإيرانية الكاملة.

 إغلاق هرمز

وأضافت "غلوبس" أن الوضع الذي تقرر فيه إيران إغلاق مضيق هرمز سيجبر الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرد عسكرياً بشكل مباشر، لأنه سيفقد كل السيطرة على أسعار الطاقة العالمية، وخصوصاً في عام الانتخابات.
ومن شأن إغلاق مضيق هرمز أن يزيد من اعتماد الصين على روسيا، وكذلك على ماليزيا، التي تعد رابع أكبر مصدر لواردات النفط.

وفيما يتعلق بأوروبا، فقد انخفض حجم واردات النفط من الشرق الأوسط بمقدار النصف تقريباً، من 1.07 مليون برميل يومياً في أكتوبر (تشرين الأول) إلى نحو 570 ألف برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول).

ليس النفط فقط

ووفقاً للصحيفة، ليس سوق النفط وحده معرضاً بشدة لتأثير إغلاق محتمل لمضيق هرمز، بل أيضًا الغاز الطبيعي، إذ يمر عبره ما لا يقل عن خمس تجارة الغاز الطبيعي المسال، لافتة إلى أن قطر، الواقعة في الخليج العربي، هي واحدة من أكبر ثلاثة لاعبين في عالم الغاز الطبيعي المسال، وإغلاق مضيق هرمز سيمنع 80 مليون طن من غازها  من دخول السوق العالمية سنوياً.
وكان من الممكن أن يكون التعرض العالمي أشد عدة مرات، لو لم تقفز االولايات المتحدة إلى المركز الأول في العالم بصادرات الغاز الطبيعي المسال، بواقع 91 مليون طن في عام 2023، أي أكثر 6.5 مرة مما كانت عليه في عام 2017.
لكن حتى الآن، لم تغلق إيران مضيق هرمز، ولا يزال الاضطراب في حركة الشحن العالمية ناجماً عن أنشطة المتمردين الحوثيين، بسبب نفوذهم على البحر الأحمر، حيث يمر نحو 12% من التجارة العالمية.


تأثير واسع

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، تؤثر هذه الاضطرابات على مجالات مختلفة، مشيرة إلى التأثير على سلاسل التوريد، وإلى تجنب شركات الشحن وشركات النفط والغاز الطبيعي العملاقة المرور عبر الطريق، مستطردة: "لكن مبعوثي إيران فشلوا تماماً في التأثير على أسعار الطاقة التي انخفضت بشكل عام منذ بداية هجمات الحوثيين".

وأشارت "غلوبس" إلى أن اليمن في الواقع دولة ذات إمكانيات في مجال النفط، لكن الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ نحو 8 سنوات كانت حافزاً لعملية مستمرة من انهيار الإنتاج من معدل نحو 450 ألف برميل يومياً في عام 2001 إلى حوالي 51000 يومياً، ولذلك، فإن مصدر القلق الرئيسي هو الأضرار التي لحقت بسلاسل التوريد، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار في الآونة الأخيرة.

 ارتفاع أسعار النفط

بحسب الصحيفة، فإن المجال الذي يؤثر على أسعار الطاقة النهائية للمستهلك هو أسعار الناقلات، مشيرة إلى أن تجنب عمالقة الشحن والطاقة  المرور عبر الطريق الذي يشمل باب المندب، الذي تمر عبره عادة حوالي 50 سفينة يومياً، في البحر الأحمر وقناة السويس، يعني إطالة الرحلة إلى أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدلاً من البحر الأحمر، تتجه الناقلات إلى رأس الرجاء الصالح.