رجال أمن بلجيكيون (أرشيف)
رجال أمن بلجيكيون (أرشيف)
الإثنين 12 فبراير 2024 / 16:32

بروكسل..عاصمة تنظيم الإخوان الإرهابي في أوروبا

حذّر كُتّاب ومحللون سياسيون فرنسيون من، أن العاصمة البلجيكية باتت اليوم عاصمة الإسلام السياسي في أوروبا بعد التضييق على منظماته وحركاته التابعة له في فرنسا، حيث تكثر الجمعيات الدينية التي تُمثّل ثقافات مختلفة في بروكسل، ولكن يجمعها الارتباط الوثيق بتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.

وكشف تحقيق أجرته أسبوعية "لوجورنال دوديمانش" الفرنسية، أن مظاهر الإسلام السلفي والمُتطرّف الشكلية تضاءلت في بروكسل، لكن بالمقابل تنامى التطرّف من خلال ازدياد حركات الإسلام السياسي. وقالت إنّ الديكور لم يتغيّر في بعض الأحياء البلجيكية المتشددة، فأرفف المكتبات نفسها لا زالت ممتلئة بكتب الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان يوسف القرضاوي، والتي تدعو لتطبيق الشريعة في الغرب.وبعد مرور 8 سنوات على هجمات باتاكلان نوفمبر (تشرين الأول) 2015 في باريس، التي سلطت الضوء على حي مولنبيك البلجيكي في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، لم يفقد هذا الحي الذي ينتمي له غالبية الإرهابيون، شيئاً من غرابته وتطرّفه، حيث جسّدت هذه البلدية في العاصمة بروكسل فعلياً تقسيم بلجيكا كدولة داخل الدولة، حيث يتم التحريض في مولنبيك على الكراهية ويتم فيه التخطيط للهجمات الإرهابية.

الفكر الإرهابي لا زال موجوداً

وتعتبر الاستخبارات البلجيكية، أن تنظيم الإخوان الإرهابي هو المنظمة الأم لجميع الحركات الإسلامية المتطرفة والمنظمات الإرهابية المختلفة، وذلك على الرغم من التساهل الملحوظ في مواجهتهم مُقارنة بما تقوم به السلطات الفرنسية. وكانت هيئة الأمن الوطني في بلجيكا قد حذّرت من أنّ "فكر الإسلام السياسي، وبشكل خاص التيار الإخواني، يُمثّل تهديداً لبلجيكا وأوروبا".ويرى مُعدّ التحقيق في "لوجورنال دوديمانش" ألكسندر ماندال، أنه وعلى الرغم من اختفاء المظاهر الخارجية للسلفية في أسلوب اللباس والجسد، ووضع المساجد الصغيرة تحت المراقبة لتطهيرها من المتشددين والإخوان الذين باتوا واضحين للغاية بالنسبة لأجهزة المخابرات البلجيكية، إلا أنّ المظهر المُعاصر والمُنظّم لحي مولنبيك 2024 المُختلف جذرياً عمّا كان عليه مولنبيك 2015، لا زال يُخفي استمرارية انتشار التطرف الديني في مناطق اعتبرت قاعدة خلفية للهجمات الإرهابية في كلّ من باريس 2015 وبروكسل 2016.

حظر الجمعيات المُرتبطة بالإخوان

وحول خطورة الظهور الوهمي للشباب المتطرفين دينياً بشكل أكثر اعتدالاً، وما يُخفونه من خطط إرهابية، يقول أحد القضاة البلجيكيين "إنّهم متماثلون، لكنهم يبدون أكثر اعتدالاً في المظهر واللباس فقط"، حسب حامد بنيشو، وهو أيضاً ضابط شرطة في المنطقة الشمالية لبروكسل، التي تضم بشكل خاص حي شايربيك، الذي يُكافح ضدّ نفوذ الإسلام السياسي، وهو الحي الذي عاش فيه الإرهابي الذي قتل شخصين في السويد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.وكانت شخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية ومُجتمعية ومنظمات غير حكومية فرنسية قد أطلقت العام الماضي دعوات وحملات تهدف إلى حظر نهائي لجماعة الإخوان المسلمين في فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وتصنيفها كتنظيم إرهابي، بالإضافة إلى حلّ جميع الجمعيات المُرتبطة بالإخوان، مُحذّرين من قُدرة الجماعة على إشعال نيران الفتنة في الضواحي الفرنسية في الوقت الذي تختاره.
من جهتها بدأت السلطات البلجيكية تعزيز جهودها على إثر تزايد إنشاء جمعيات تُروّج لفكر تنظيم الإخوان المسلمين في الأحياء الغنية في العاصمة ومُدن أخرى، وذلك بعد أن كان نشاط التنظيم الإرهابي يقتصر على الأحياء الشعبية فقط، حيث يُحاول الإخوان الاستفادة من تواجد مؤسسات رسمية أو غير حكومية للاتحاد الأوروبي للتغلغل فيها.