الداعية الإخواني محجوب المحجوبي (أرشيف)
الداعية الإخواني محجوب المحجوبي (أرشيف)
الإثنين 19 فبراير 2024 / 15:38

وزير الداخلية الفرنسي يطرد داعية إخواني أهان علم الدولة

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، أنه طلب من الجهات المُختصّة سحب إقامة داعية تونسي متشدد بعد عدة خطب له مُناهضة لفرنسا، وصف في آخرها علم البلاد بـِ "العلم الشيطاني"، حيث حذّر دارمانين من أنّه "لن تمر أي دعوة إلى الكراهية دون رد".

ويعمل محجوب المحجوبي، وهو عضو في رابطة مسلمي "جارد رون" التي تمّ تأسيها في 2015 ويدعمها تنظيم الإخوان الإرهابي، إماماً لأحد مساجد منطقة "بانيول-سور-سيز" في "غارد" جنوب فرنسا، وسبق أن تمّ اتهامه بجرائم مالية مُرتبطة بسوء إدارة المسجد.
وتمّ رفع دعوى جديدة ضدّه من قبل النيابة العامة بناءً على طلب محافظ جارد، جيروم بونيت، بسبب الخطب الواعظة المُناهضة لفرنسا، وكان يخضع والجمعية الدينية التي يعمل بها لرقابة الاستخبارات الفرنسية.
ووصف المحجوبي الذي يُتابعه الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أحدث خطبة له، العلم الفرنسي ثلاثي الألوان بأنه "علم شيطاني" و"لا قيمة له عند الله"، مُضيفاً في مقطع فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع "لن يكون لدينا بعد الآن كل هذه الأعلام ثلاثية الألوان التي تبتلينا، والتي تُسبب لنا الصداع".
وترى الاستخبارات الفرنسية أنّ موقف هؤلاء المؤثرين الإسلامويين يتناقض مع آراء قادة وشخصيات "الإسلام المُعتدل" في فرنسا الذين يلتزمون بعدم تدخل الدين في سياسة البلاد ويحرصون على علمانيتها. وسبق أن طرد وزير الداخلية الفرنسي قبل ما يزيد عن عام الداعية الإخواني المغربي حسن إيكويسن بسبب تحريضه على الكراهية والعنف.
ويُواصل جهاز المخابرات الإقليمي المركزي في فرنسا مُراقبة المئات من المُتشددين، وبشكل خاص من الأعضاء أو المؤيدين لتنظيم الإخوان الإرهابي، كما صعّدت الحكومة الفرنسية من حربها ضدّ الكراهية والخطاب الانفصالي، وأصدرت قرارات بحلّ وحظر العديد من الجمعيات الدينية وإغلاق المساجد التي تأكّد وجود شُبهات تطرّف لدى أئمتها.
من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية في تغريدات له الأحد عبر موقع "اكس"، أنّه وبناءً على طلب الرئيس إيمانويل ماكرون بدأت فرنسا تكثيف القتال ضدّ الإسلام الراديكالي والسياسي بقيادة المديرية العامة للأمن العام (الاستخبارات الداخلية). كما كشف دارمانين عن زيادة كبيرة في عمليات طرد الإرهابيين في عام 2023.
ومع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية في باريس صيف 2024، وبعد الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا نهاية العام الماضي، تُظهر الدولة الفرنسية صلابة في مواجهة التهديد الإرهابي، وعلى وجه الخصوص، من خلال زيادة عدد عمليات الطرد من الأراضي الفرنسية للأفراد الذين يُعتبرون خطرين، وهو الإجراء الذي يخشاه الإسلاميون دائماً.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن المديرية العامة للأمن الداخلي، فقد تمّ استهداف 44 متشدداً من قبل جهاز الاستخبارات الذي يقود الحرب ضدّ الإرهاب في فرنسا، حيث غادر هؤلاء الذين تمّ سحب جنسياتهم الأراضي الفرنسية في عام 2023 بزيادة قدرها 26% مقارنة بعام 2022.