الأربعاء 28 فبراير 2024 / 16:34

كيف خسرت إسرائيل أوراق مساومةٍ أمام حماس؟

تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن التوقعات بانفراجة في المفاوضات الجارية بين حركة "حماس" وإسرائيل، قائلة إن هناك دلائل متزايدة على أن الإسرائيليين قاموا بسلسلة من "الإيماءات غير الضرورية" تجاه حماس، الأمر الذي دفع الحركة إلى تشديد مواقفها.

وقالت "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "تفاصيل جديدة عن الصفقة الظاهرة: هكذا خسرت إسرائيل أوراق المساومة"، أنه قبل 3 أشهر، وتحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، بدأت أجهزة الاستشعار الاستخباراتية الإسرائيلية في إطلاق إشارات تحذيرية من عدم يقين تجاه حماس بشأن الاستمرار في الالتزام بالخطوط العريضة لصفقة التبادل، ثم أدى تردد الحركة إلى "انهيار المفاوضات".

 تنازلات إسرائيلية

وأشارت يديعوت إلى ما جاء بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأن مؤتمر باريس الأسبوع الماضي شهد تنازلات إسرائيلية كبيرة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، حيث قبلت إسرائيل بالاقتراح الأمريكي، وبدلاً من الإصرار على مبدأ واحد في مقابل ثلاثة الذي أعلنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ، سيتم الإفراج عن 397 أسيراً فلسطينياً مقابل 40 رهينة، أي النسبة أصبحت تقريباً من "1 في مقابل 10"، على أن يكون من بين الأسرى 15 من الكبار.

ووفقاً للصحيفة، سيكون في مقابل كل 3 من الأسرى الـ15، مجندة واحد من الجيش الإسرائيلي.

ووصفت يديعوت هؤلاء الأسرى بأنهم أصدقاء مقربون من قيادة حماس وسُجنوا مع زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار، ولكن لم يتم الإفراج عنهم في صفقة جلعاد شاليط.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الصفقة تضمن إطلاق سراح 40 إسرائيلياً، من بينهم 5 مجندات، والتي كان من المشكوك فيه بشكل كبير أن توافق حماس على مناقشتها في هذه المرحلة.

وقالت الصحيفة إن التنازل "الأكثر أهمية" الذي قدمته إسرائيل يكمن في الموافقة على الخطوط العريضة التي اقترحتها واشنطن، لأن إسرائيل الآن أبدت استعداداها لقبول ما نسف وقف إطلاق النار السابق. 


الصفقة الحل الوحيد

وتابعت: "مع الوقت، يصبح واضحاً أنه من غير الممكن هزيمة حماس وإطلاق سراح المختطفين في نفس الوقت، ومن المستحيل تحقيق هدفي الحرب، يمكن تحقيق هدف واحد فقط، وهو تحرير الرهائن، وذلك من خلال صفقة وليس عملية مثل عملية عنتيبي"، لافتة إلى أن الأشهر الماضية أظهرت أن المعادلة القائلة إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيحقق الصفقة، لم تكن صحيحة، بل يحقق عكس ذلك تماماً.

وذكرت يديعوت أنه مع مرور الوقت، تزيد ظروف السنوار صعوبة، ويتعرض المختطفون لخطر جسيم، وهناك في الوقت نفسه توتر إسرائيلي بسبب شهر رمضان خوفاً من اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق، بما في ذلك بالحرم القدسي.
وذكرت أحرونوت، أنه بعد 144 يوماً من الحرب، تمكنت إسرائيل من تحرير 3 رهائن بواسطة عملية إنقاذ، وأطلقت سراح 100 إسرائيلي آخرين في صفقة، ولا يزال يقال إن الهدف الأول للعملية "تفكيك قدرات حماس، وإطلاق سراح المختطفين". 

 خسارة أوراق المساومة

وقالت الصحيفة إن القرارات التي أعلنها قادة إسرائيل وكبار الوزراء وغيرهم من المسؤولين الحكوميين للإسرائيليين وللعالم، والتي نصت على أن هناك بعض الإجراءات لن تحدث إلا بعد إطلاق سراح المختطفين، كانت من المفترض أن تكون أوراقاً للمساومة، يُستخدم بعضها بشكل تكتيكي والبعض الآخر بشكل استراتيجي.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الإجراءات تتعلق بإدخال الدواء ونقل الوقود وانسحاب الجنود وفتح معبر المنطار لإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة.