سفينة حربية إيرانية (أرشيف)
سفينة حربية إيرانية (أرشيف)
الأحد 3 مارس 2024 / 11:18

إيران تطلب من السودان إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إيران حاولت إقناع السودان بالسماح لها بإقامة قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، وتعهدت بإرسال سفينة حربية إذا تم تمرير المشروع، ولكن تم رفض طلبها.

إيران تضغط من دون جدوى على السودان لإقامة قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر

بناء القاعدة سيسمح لطهران بمراقبة الحركة البحرية من وإلى قناة السويس وإسرائيل

إيران زودت الجيش السوداني بصواريخ وطائرات بدون طيار عالية الدقة

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن إيران ضغطت على السودان، دون جدوى، للسماح لها ببناء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر للدولة الأفريقية، وهو الأمر الذي كان سيسمح لطهران بمراقبة حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس وإسرائيل، وفقاً لمسؤول استخباراتي سوداني كبير، تحدث للصحيفة.

وقال مستشار المخابرات للقائد العسكري السوداني أحمد حسن محمد في حديثه مع "وول ستريت جورنال":  إن "إيران زودت الجيش السوداني بطائرات بدون طيار لاستخدامها في قتاله ضد قوات الدعم السريع وعرضت توفير سفينة حربية تحمل مروحية إذا كان السودان قد منح الإذن للقاعدة".

وأضاف "قال الإيرانيون إنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية، لقد أرادوا أيضاً وضع سفن حربية هناك"، لكنه أكد أن الخرطوم رفض طلب إيران.

ورفض متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق.

قبضة إيران على البحر الأحمر

ومن شأن وجود قاعدة بحرية على البحر الأحمر أن يسمح لطهران بتشديد قبضتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم، حيث تساعد المتمردين الحوثيين المتمركزين في اليمن على شن هجمات على السفن التجارية.

وترسل إيران أسلحة متطورة بشكل متزايد إلى حلفائها "الحوثيين" في اليمن، مما يعزز قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية وتعطيل التجارة الدولية على الرغم من أسابيع من الضربات الجوية التي تقودها الواليات المتحدة. 

وكان للسودان علاقات وثيقة مع إيران في عهد عمر البشير، وبعد الإطاحة بالبشير عام 2019 بدأ زعيم المجلس العسكري في البلاد، الجنرال عبدالفتاح البرهان، تقارباً مع الولايات المتحدة في محاولة لإنهاء العقوبات الدولية. كما تحرك لإقامة علاقات مع إسرائيل.

ويسلط طلب إيران بناء قاعدة الضوء على الكيفية التي تسعى بها القوى الإقليمية إلى الاستفادة من الحرب الأهلية الدائرة في السودان منذ 10 أشهر للحصول على موطئ قدم في البلاد، وهي مفترق طرق استراتيجي بين الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مع ساحل على البحر الأحمر يبلغ طوله 400 ميل.

مساعدة

ويقاتل الجيش السوداني قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، منذ منتصف أبريل (نيسان)، وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وانتقد مسؤولو الأمم المتحدة السودان لقصفه الجوي للأحياء المدنية وحرمانه المدنيين السودانيين من المساعدات الإنسانية، فيما نفى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات الولايات الأمريكية المتحدة والأمم المتحدة.

وفي فبراير (شباط)، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني.

وقال السفير الأمريكي لدى السودان في ذلك الوقت، جون جودفري، إن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم "مقلقة للغاية ومصدر قلق كبير بالنسبة لنا".

يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية، عينت الإثنين الماضي توم بيرييلو، عضو الكونغرس السابق، مبعوثاً أمريكياً خاصاً للسودان.