طلاب إسرائيليون. (أرشيف)
طلاب إسرائيليون. (أرشيف)
الأحد 3 مارس 2024 / 21:18

طلاب إسرائيل يعانون "مشاكل نفسية" بسبب حرب غزة

كتب الحنان فيلهايمر، رئيس الاتحاد الوطني للطلبة في إسرائيل، أن طلاباً كثيرين في إسرائيل يعانون من "مشاكل نفسية معقدة"، منذ عودتهم من الحرب في إطار خدمتهم بالاحتياط، محذراً من أنه بدون استعادة الصحة النفسية لجيل الشباب والحفاظ عليها، فإن أي انتصار سوف يتبخر بسرعة.

 

وقال في مقاله بصحيفة "معاريف"، تحت عنوان "طلبات الدعم النفسي بالمؤسسات الأكاديمية زادت 50%.. والدولة لا تفهم حجم الأزمة"، إنه في الأسابيع الأخيرة تم الكشف عن الكثير من قصص طلاب الذين عانوا من أحداث نفسية صعبة منذ عودتهم من القتال، لافتاً إلى أن بعضهم يواجه صعوبة في الجلوس في الفصول الدراسية أثناء المحاضرات، لأن كل صرير كرسي أو ضجيج من الخارج من الممكن أن يجعلهم يقفزون، أو يشعرون القلق.

 

 


موجة اضطرابات

واستعرض فيلهايمر في مقاله بـ"معاريف"، أمثلة لموجة الاضطرابات النفسية التي تجتاح جيل الشباب في إسرائيل حالياً، موضحاً أنها نوبات قلق وقلة نوم وصدمات متزايدة، وتنطوي على  أكبر أزمة نفسية عرفها هذا الجيل على الإطلاق.
ووفقاً لاستطلاع حديث، يشهد حوالي 63% من الطلاب لأنفسهم أنه منذ اندلاع الحرب تدهورت "حالتهم النفسية"، حتى أن نصفهم قالوا إنهم مهتمون بتلقي المساعدة والدعم النفسي، وفي المقابل، أبلغت المؤسسات الأكاديمية في الأشهر الأخيرة عن زيادة بنسبة 50٪ في طلبات الدعم النفسي.


زيادة بيع أدوية الاكتئاب

ومن الناحية الصحية، من الصعب أيضاً عدم الاعتراف بحجم الأزمة، حيث تشير بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى ارتفاع حاد في الطلب على الأدوية مثل "كونسيرتا" و"ريتالين"، إلى جانب زيادة كبيرة في الطلب على أدوية الاكتئاب.

 

 


فجوة في استيعاب الدولة

وقال الكاتب إن هناك فجوة بين الحالة النفسية الصعبة للطلاب ومستوى استيعاب الحكومة والمؤسسات الاكاديمية لعمق الأزمة، وتابع: "بدأت الدولة أخيراً تخصيص مبلغ قدره 1500 شيكل لعلاجات الصحة النفسية لكل طالب عائد، وهذا المبلغ يمكن أن يغطي ما يصل إلى 3 زيارات إلى المعالج، بينما وفقاً لجميع المتخصصين، ستكون هناك حاجة إلى علاج أطول وأكثر عمقاً، نحن في اتحاد الطلاب تمكنا من توفير ميزانية لمراكز الصمود تكفي لـ15 مؤسسة أكاديمية فقط، مما يعني أن هناك فجوة  حتى نتمكن من تقديم المساعدة اللازمة لجميع الطلاب الذين يحتاجون إليها".


استراتيجية مستوطنات غزة

ووفقاً للكاتب، فإنه بعد وقت قصير من أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أدركت إسرائيل الحاجة إلى إعادة تأهيل المستوطنات المحيطة بغزة، ولكن يجب أيضاً القيام بإعادة التأهيل النفسي لجيل الشباب، مستطرداً: "لم تعد المؤسسة الأكاديمية في 2024 مجرد مكان غرضه فقط  توفير المعرفة، ولكن يجب أن توفر المساعدة في خلق فرص العمل، والاهتمام بالمساعدة والدعم النفسي".
وأضاف أن الجميع يتحدث عن أهمية النصر في ساحة المعركة والصمود الاجتماعي، ولا أحد يهتم بالصحة النفسية لجيل الشباب، لافتاً إلى أن أي إنجاز سوف يتبخر بسرعة، وستكون الأضرار المستقبلية أكبر بكثير من مجد النصر اللحظي.