احتجاجات للجالية الفلسطينية في تشيلي (أرشيف)
احتجاجات للجالية الفلسطينية في تشيلي (أرشيف)
الأربعاء 6 مارس 2024 / 16:47

تشيلي.. دولة لاتينية ثائرة في وجه إسرائيل

تعد تشيلي، الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية موطناً للثقافة الفلسطينية، وداعماً بارزة لقضيتها، وسط الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة.

وبحسب تقرير لـ"إن.بي.سي" نيوز  فإن "تشيلي تملك أكبر جالية فلسطينية في الشتات خارج الشرق الأوسط، ويصل عددها إلى قرابة 500 ألف شخص"، ما جعل دعم القضية أمراً بارزاً في أجندات الدولة اللاتينية، ويبرز ذلك في السياسة المحلية والثقافية والرياضية.

جذور عميقة

إذا كانت هناك قوة سياسية غير مسبوقة في تشيلي، فهي الشتات الفلسطيني. هذا المجتمع هو الأكبر في العالم خارج الشرق الأوسط، حيث يضم حوالي 500 ألف مواطن من أصل فلسطيني، معظمهم من مدن مثل بيت جالا أو الناصرة، ويعود تاريخ وصولهم إلى تشيلي إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عندما كانت فلسطين التاريخية جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.

جذور الجالية الفلسطينية عميقة في تشيلي، وتشير التقديرات إلى أن الجالية الفلسطينية "أقلية كبيرة" في بلد يقل عدد سكانه عن 20 مليون نسمة، وشهدت تشيلي مسيرات خارج القصر الرئاسي، وحفلات خيرية تطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وضغط من أجل مقاطعة إسرائيل والدول الداعمة لها، كما التقى التقى أفراد المجتمع من الجالية مع وزير الخارجية للضغط على الحكومة من أجل وقف إطلاق النار من إسرائيل.

يوجد في تشيلي نادي اجتماعي فلسطيني نابض بالحياة في قطاع ثري من سانتياغو مزود بأحدث المرافق، ومجموعة تشيلية فلسطينية في الكونغرس، وفريق كرة قدم من الدرجة الأولى عمره أكثر من قرن، وتعد خطوة إنشاء نادي ديبورتيفو بالستينو فارقة في تاريخ اندماج الجالية مع هذا المجتمع، وهو فريق كرة قدم محترف يلعب في الدرجة الأولى ويحمل عدة ألقاب.

 وقالت السفيرة الفلسطينية في تشيلي ورئيسة بلدية بيت لحم السابقة فيرا بابون: "على الرغم من أننا منفصلون جغرافياً تماماً، إلا أنك تشعر بوجودهم، وارتباطهم بالأرض".

وبحسب "إن.بي.سي" وعلى الرغم من الدعم الواسع النطاق، لم يرغب العديد من أفراد المجتمع الفلسطيني وأصحاب الأعمال في التحدث إلى رويترز خوفًا من الانتقام، أو عدم السماح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية أو غزة.

.وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قالت وزارة الخارجية التشيلية في بيان، إن تشيلي استدعت سفيرها لدى إسرائيل بسبب "انتهاكات غير مقبولة للقانون الإنساني الدولي، ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة"، وذكرت وكالة رويترز أن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، وصف تصرفات إسرائيل بأنها "تنتهك القانون الإنساني الدولي"، فيما أدان هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، والتي قُتل فيها 1200 شخص معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال.

مناهضٌ لإسرائيل

الرئيس التشيلي اليساري الراديكالي عُرف عنه العديد من المواقف المناهضة لإسرائيل، ووصف خلال تصريحاته مؤخراً الرد الإسرائيلي عل هجوم حماس، والذي أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من  30 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بأنه "غير متناسب" و"وصمة عار على جبين البشرية جمعاء".

وبات غابريال بوريك (37 عاماً)، أصغر رئيس يتربع على عرش تشيلي، البلد الذي عانى خلال 17 عاماً من حكم الرئيس أوغستو بينوشيه الدكتاتوري منذ 1973 إلى 1990، من مناصري القضية الفلسطينية، ومعادياً للسياسات الإسرائيلية، وقام في 2018 بزيارة الضفة الغربية برفقة نائبين آخرين، والتقى آنذاك بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

واتهم الرئيس اليساري إسرائيل في أكثر من محفل إسرائيل بأنها دولة عنصرية إجرامية وقال في مقابلة تلفزيونية: "نعم، إسرائيل دولة إبادة ودولة إجرامية. يجب أن ندافع عن حقوق الإنسان مهما كانت قوة الدول".
وفي مسار دعمه للقضية الفلسطينية مؤخراً كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل رفض الرئيس التشيلي، أوراق اعتماد سفير الكيان الإسرائيلي جيل أرتزيلي، وقال موقع "والا" العبري إن السفير الإسرائيلي وصل إلى مقر إقامة الرئيس التشيلي لتقديم أوراق الاعتماد، ولكن الرئيس رفض استقباله واعتماد أوراقه.

كما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تقارير أنه كان من المقرر أن يقدم السفير الإسرائيلي أوراق اعتماده إلى الرئيس بوريك كإجراء شكلي، لكن الحكومة التشيلية أبلغته بإلغاء اللقاء بسبب "قتل الاحتلال الصهيوني الأطفال في غزة".