شاب لبناني يتسوق في سوبر ماركت تحضيراً لاستقبال رمضان (موقع 24)
شاب لبناني يتسوق في سوبر ماركت تحضيراً لاستقبال رمضان (موقع 24)
الأربعاء 6 مارس 2024 / 19:38

24 في أسواق بيروت.. الأزمة الاقتصادية تُفسد فرحة رمضان

مونة رمضان.. عادة متجذرة في المجتمع اللبناني لاستقبال الشهر الكريم، وتحولت اليوم إلى "ذكرى من الماضي الجميل"، الذي يترحم عليه اللبنانيون، مع تواصل حدة الأزمة الاقتصادية الخانقة، وسط انكفاء المسؤولين عن اتخاذ إجراءات حاسمة لتقليص حجم المعاناة، وضبط أسعار المواد الغذائية في الأسواق.

وفي ظل تواصل الانهيار الاقتصادي والمالي منذ عام 2019، وفقدان الليرة اللبنانية قدرتها الشرائية مقابل الدولار، يطل رمضان هذا العام على اللبنانيين وسط ظروف اقتصادية ومالية ومعيشية تعتبر الأصعب، منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في نهاية الثمانينيات.

وعملاً بسياسة التعايش مع الأمر الواقع، يستقبل اللبنانيون رمضان بشعار "كل يوم بيومه"، متنازلين عن فرحة التحضير للمونة الرمضانية، التي كانت بالنسبة لهم من أهم مظاهر الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر.
وجوه شاحبة وابتسامة خاوية وجيوب فارغة.. هكذا كان أغلب حال المواطنين اللبنانيين، الذين استطلع 24 آراءهم، خلال جولة ميدانية على الأسواق الشعبية بالعاصمة بيروت، فبل أيام من بدء رمضان.

الخوف من وقوع حرب

الحرب على المناطق الحدودية بين إسرائيل وحزب الله  شكلت عاملاً جديداً، أضيف إلى القائمة الطويلة من الأزمات التي منعت خديجة خالد من شراء مونتها الرمضانية، كما اعتادت أن تفعل في السنوات السابقة.
وقالت: "الحرب على الأبواب فلا مجال لتكديس المواد الغذائية في المنزل لمدة شهر كامل، لذلك فضلت شراء بعض المواد الأساسية لمدة أسبوع، مثل التمر والجلاب والعدس لإعداد الشوربة التي تشكل عنصراً أساسياً على المائدة الرمضانية في لبنان".


تسوق بتقشف

أحمد حمود (30 عاماً) موظف في شركة خاصة، صادفناه في سوبرماركت وهو يشتري بتقشف شديد بعض المواد الغذائية لعائلته المكونة من 3 أطفال، والسبب أن راتبه ما زال بالليرة اللبنانية، أي ما يعادل 400 دولار.

وانتقد ارتفاع الأسعار غير المبرر وسط غياب الجهات المختصة عن ضبط الأسعار في الأسواق. وفسر أن هذا العام تنازل عن شراء مونة رمضان، واضطر إلى تسجيل اسمه في الجمعيات الخيرية، التي تقدّم وجبات الإفطار كل يوم، كي يتمكن من تلبية احتياجاته الشهرية، مثل إيجار المنزل وأقساط المدارس واشتراك المولد الكهربائي والإنترنت.

 

صعوبة تكديس الأكل في الثلاجة

انقطاع الكهرباء بشكل متواصل كان عاملاً أساسياً بالنسبة للأم نرمين عيتاني كي تعتبر أن "التحضير لمونة لرمضان أصبح من الماضي".
وتشرح: "لا يمكنني تحضير الكبة والمعجنات المثلجة والرقاقات قبل أيام من رمضان لوضعها في الثلاجة"، وأشارت إلى أنها تعاني من انقطاع الكهرباء لأكثر من 12 ساعة يومياً رغم أنها تسكن في العاصمة، وأضافت: "بعض الأصناف تحتاج الى التبريد بدرجة عالية، وبالتالي إذا فسدت لن أتمكن من شراء غيرها للعائلة المكونة من 4 أطفال".

بديل عن اللحوم

بسبب انخفاض راتبها وارتفاع مسؤولياتها، تركز الأم روان علوان (43 عاماً)، استعدادها لرمضان، على تموين أصناف عديدة من الحبوب لإعداد أطباق نباتية بديلة عن عن الأطباق الغنية بالبروتين الحيواني، قائلة: "نحاول أن نيسّر الأمور على قاعدة "جود من الموجود". وبغصة، تكشف أنها تعتمد على وجبات الإفطار من المحسنين يومياً خلال رمضان، لتأمين الأكل لأطفالها الخمسة، خاصة أنها أرملة، والمسؤولية بكاملها تقع على عاتقها.
وتتابع: "نحن في الأصل نصوم منذ أكثر من 3 سنوات نتيجة انهيار العملة المحلية والغلاء الفاحش والاستغلال المستشري من قبل التجار بهدف الربح أضعافاً". واعتبرت ان "هذه الأوضاع قتلت فرحة رمضان في قلوب أطفالها".