الداعية الإخواني المتشدد أحمد جاب الله (إكس)
الداعية الإخواني المتشدد أحمد جاب الله (إكس)
الخميس 7 مارس 2024 / 14:20

قيادي إخواني يُغادر فرنسا لتجنّب اعتقاله وطرده

في ظلّ تكثيف الحكومة الفرنسية إجراءات طرد الإرهابيين والمُتطرّفين، هرب الداعية المتشدد أحمد جاب الله من فرنسا ليصل إلى تونس، لتجنّب اعتقاله وإبعاده بعد أن كان مهدداً بقرار طرد من وزارة الداخلية، التي أكدت مُغادرة القيادي الإخواني بالفعل قبل أيام.

ويشغل جاب الله منصب عميد المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) في باريس، والذي يعمل بدعم من تنظيم الإخوان الإرهابي.

وسبق أن فتح مكتب المدعي العام عدّة تحقيقات في أساليب تمويل أنشطة المعهد المسؤول عن تدريب رجال دين بتمويل أجنبي مشبوه.

وهو كذلك الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF)، الذي غيّر اسمه إلى "مسلمو فرنسا" التابع لجماعة الإخوان، والذي يُعد ضمن أكثر الاتحادات المؤثرة في فرنسا، وتتبع له العديد من الجمعيات والمراكز الدينية.

وكان جاب الله خاضعاً منذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي لالتزام بمغادرة الأراضي الفرنسية.

وهو عاش حياته في كنف الإسلام السياسي في تونس حيث عاصر تأسيس حزب النهضة الإخواني، وكان مُقرّباً من رئيسه راشد الغنوشي الذي يقضي عقوبة بالسجن في تونس بتهمة التمويل الأجنبي، كما شارك في شبابه بأعمال عنف في الجامعات.

وتقود زوجته نورا جاب الله المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة، والذي يعمل بدعم تام من الإخوان مُخفياً أهدافه الحقيقية في نشر التطرّف في المُجتمع الفرنسي، ومُحاولاً استقطاب بعض السياسيين الفرنسيين لدعم توجّهاته ومشاريعه.

ويتهم إقليم "فال دواز" شمال فرنسا أحمد جاب الله بوضعه غير المنتظم في البلاد والإخلال بالنظام العام.

وتمّ فرض حظر إداري عليه حتى لا يتمكن من العودة نهائياً إلى فرنسا.

ويأتي هروبه إلى تونس بعد أيّام من طرد مواطنه الداعية محجوب المحجوبي، بعد اتهام وزير الداخلية جيرالد دارمانان له بإطلاق دعوات التحريض على الكراهية وإهانة علم فرنسا.

تنظيم طائفي متشدد وفاشل

وترى الاستخبارات الفرنسية، أنّ موقف هؤلاء الدعاة الإسلامويين يتناقض مع آراء قادة وشخصيات الإسلام المُعتدل في فرنسا، الذين يلتزمون بعدم تدخل الدين في سياسة البلاد ويحرصون على علمانيتها.

وسبق أن طرد وزير الداخلية الفرنسي كذلك قبل ما يزيد عن عام، الداعية الإخواني المغربي حسن إيكويسن بسبب تحريضه على الكراهية والعنف.

كما منع دخول الداعية اليمني السلفي عرفات بن حسن المحمدي، المُتهم بالإدلاء بتصريحات مُعادية للغرب والنساء واليهود والمسيحيين وبتبريره للعقاب البدني، حيث كان يخطط لتقديم عدّة محاضرات وخطب.

وحول ذلك حذّر المؤرخ بيير فيرميرين، المؤلف المشارك مع سارة بن نفيسة في كتاب "الإخوان المسلمون في اختبار القوة"، عن تأثير خطير لخطاب التنظيم الدولي الإرهابي الذي تكشف أيديولوجيته عن التباعد التام بين مشروعهم للدولة الإسلامية العالمية، والمجتمعات التي ينتمون لها والتي تتميز بارتباطها بالدولة القومية.

ويرى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة باريس السوربون، أنّ عدم قدرة الإخوان على التكيف مع التغيرات الاجتماعية هو سمة من سماتهم، باعتبارهم تنظيم طائفي متشدد قوي ومنضبط لكنّه فاشل.

وتُشير الكاتبة الفرنسية إيزابيل لاسير، إلى أنّ فرنسا هي أكثر البلدان الأوروبية استهدافاً من قبل الإرهاب الإسلاموي منذ زمن بعيد، وذلك لأسباب عدّة منها سيطرة الإسلام المتطرف على الأحياء المُهمّشة التي فشلت الحكومة في إدماجها بالمُجتمع الفرنسي.

ووفقاً لتقرير صدر عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي، فقد تمّ استهداف 44 متشدداً من قبل جهاز الاستخبارات الذي يقود الحرب ضدّ الإرهاب في فرنسا، حيث غادر هؤلاء الذين تمّ سحب جنسياتهم الأراضي الفرنسية في عام 2023 بزيادة قدرها 26% مقارنة بعام 2022.