نتانياهو وبايدن. (أرشيف)
نتانياهو وبايدن. (أرشيف)
الإثنين 18 مارس 2024 / 17:03

هل تستطيع إسرائيل التحرك بلا الولايات المتحدة؟

نقلت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية عن البروفسور بيني ميلر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة حيفا، أن تل أبيب لا تستطيع أن تتصرف بمعزل عن الولايات المتحدة لأنها تحتاج إلى مساعدات مالية، ودعم على الساحة الدولية من بعض القوى، موضحة أن فقدان الإدارة الأمريكية الحالية الثقة في رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يُشكل أزمة.

وفقاً لـ"غلوبس"، أوضح ميلر أنه فيما يتعلق بالدعم على الساحة الدولية، فإن إسرائيل ليست شريكة لروسيا أو الصين، كما أن أوروبا تنتقدها بشدة هذه الأيام لأنها حساسة في المجال الإنساني، وأستراليا وكندا تتخذان منها موقفاً مشابهاً أيضاً.
أما عن الهند، فيقول إنها على الرغم من أنها تتعاطف مع إسرائيل، إلا أن لديها مشاكلها الخاصة، وفكرة أن نيودلهي ستقدم لإسرائيل مساعدات خارجية فكرة بعيدة عن الواقع.
وأشار ميلر إلى أن هناك العديد من القوى الأخرى التي لم تبلور موقفها في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، مثل دول أمريكا الجنوبية، موضحاً أن دولة مثل الأرجنتين غارقة في مشاكل اقتصادية هائلة،  والحكومة البرازيلية الجديدة تنتقد إسرائيل بشدة. 

 مساعدات دبلوماسية

ورصدت الصحيفة الإسرائيلية ما تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل في مجال المساعدات الخارجية والمجال الدبلوماسي، وهي الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرة إلى أن المساعدات الأمنية تصل في الأيام العادية إلى 3.8 مليار دولار سنوياً، أي حوالي 14 مليار شيكل تضم إلى ميزانية الدفاع الإسرائيلية، وبالإضافة إلى حاملتي طائرات أرسلتهما الولايات المتحدة إلى إسرائيل في بداية الحرب، لردع إيران وتنظيم حزب الله اللبناني، فإنها تقدم قذائف مدفعية عالية التردد ودبابات وقنابل للطائرات.

حق النقض "فيتو"

ويؤكد ميلر أن المساعدات الأمريكية التي لا تقل أهمية، تتمثل في استخدام حق النقض "فيتو" لصالح إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبفضله، تم إحباط العديد من القرارات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة خلال الأشهر  الماضية.

وهم إسرائيلي

وتقول الصحيفة إنه قبل أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بدا لإسرائيل أنها تستطيع أن تتلاعب على  القوى الثلاث، الولايات المتحدة والصين وروسيا، والاستفادة منهم، حتى أن نتانياهو كان فخوراً بدعوته لزيارة الصين من الرئيس شي جين بينغ، ولكن بعد اندلاع الحرب في غزة، اتضح أن إسرائيل لا تملك هذه القدرة على المناورة، إذ سرعان ما رسخت الصين وروسيا نفسيهما في المعسكر الآخر، وخصوصاً روسيا التي تقيم علاقات مع حماس.

 تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة

وأشارت الصحيفة الإسرائيلي إلى تدهور العلاقات مؤخراً بين نتانياهو والإدارة الأمريكية، عندما أدلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتصريحات جاء فيها أن نتانياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها، وأن "التحرك في رفح خط أحمر"، لافتاً إلى "تدهور كبير في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وفقدان الحكومة الأمريكية الثقة في نتانياهو".
ووصفت الصحيفة الوضع الحالي أنه بمثابة فخ لنتانياهو، لأنه دون دعم من الولايات المتحدة، فإن إسرائيل معزولة في الساحة الدولية، وتفتقر إلى الموارد الحيوية للحرب.
وأشار ميلر إلى أنه حال تفجر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن السيناريو المتوقع هو دخول إسرائيل رفح ضد رغبة واشنطن، وحصول قتل جماعي للمدنيين، وبالتالي تتوقف الولايات المتحدة عن مساعدة إسرائيل فيما يتعلق بالتسليح.