الإثنين 25 مارس 2024 / 09:24

غزة.. وصراعات "الفيتو"

عائشة المري - الاتحاد

للمرة التاسعة يفشل مجلس الأمن في محاولة إصدار قرار بشأن حرب غزة منذ اشتعالها في السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، بعد محاولات دبلوماسية مضنية في كل مرة لإيجاد صيغة تتوافق عليها الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن والأعضاء العشرة غير الدائمين من أجل التوصل إلى وقف القتال وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى نحو مليوني فلسطيني في القطاع، وإطلاق الرهائن لدى "حماس".

واستخدمت كل من الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي جرى تعديله أكثر من مرة، وينص على "ضرورة" وقف إطلاق النار الفوري، وصوّت لصالح مشروع القرار 11 من أصل 15 عضواً في المجلس، حيث رفضت القرار الجزائر.
لقد فشل مجلس الأمن حتى الآن في الوفاء بالتزاماته بموجب ولايته المتمثلة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفي التوصل لقرار يدعو لوقف القتال في غزة، بسبب استخدام حق الفيتو من قبل الدول دائمة العضوية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تستخدم الفيتو لمنع أي قرارات قد تنتقد إسرائيل.
فمنذ السابع من أكتوبر الماضي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض لأربع مرات ضد مشاريع قرارات بهذا الشأن، كما أفشلت عدةَ محاولات للحصول على توافقات حول صياغات مختلفة لمشاريع قوانين. ففي 12 أكتوبر 2023، استخدمت أمريكا حق النقض ضد مشروع قرار صاغته دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية. وصوت لصالح القرار 13 عضواً، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت.
واستخدمت واشنطن حق الفيتو في 18 أكتوبر 2023 ضد مشروع قرار برازيلي يدعو إسرائيل إلى سحب الأمر الصادر لسكان قطاع غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع. وفي 26 أكتوبر فشل مجلس الأمن في اعتماد قرار قدمته روسيا بشأن وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية، إذ لم يجد مشروع القرار الأصوات الكافية لتمريره.

وكان من المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار إذا حصل على ما يكفي من الأصوات لوضعه على طريق الموافقة.
وفي 16 ديسمبر(كانون الأول)، فشل المجلس في إصدار قرار بإرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في دعاوى بارتكاب إسرائيل "جرائم حرب" في غزة، وذلك بسبب الفيتو الأمريكي. وفي 8 ديسمبر منعت الولايات المتحدة مشروعَ قرار إماراتي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار الإنساني في القطاع. كما استخدمت حق الفيتو من جديد في 20 فبراير(شباط) 2024، لإجهاض مشروع قرار أعدته الجزائر بدعم عربي للمطالبة بـ"وقف فوري ودائم للنار لأسباب إنسانية" في غزة.
يستمر فشل مجلس الأمن في إصدار قرار بوقف لإطلاق النار في غزة وتستمر المحاولات للتوصل لتوافقات دولية في المجلس حول مشروع قرار جديد، وتُنتظر في هذا الأسبوع محاولة عاشرة للمطالبة بـ"وقف فوري للنار"، إذ تستعد الدول العشر غير الدائمة العضوية لعرض مشروع قرار، كما عرضت فرنسا تقديم مشروع قرار في حال إسقاط المشروع الجديد بالفيتو الأمريكي.. وحتى يتوافق الكبار على مشروع قرار سيظل مصير غزة عالقاً في أروقة مجلس الأمن الدولي.