رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأربعاء 27 مارس 2024 / 16:34

قانون التجنيد والخلاف مع أمريكا قضية تهم إسرائيل

قال الكاتب الإسرائيلي يعقوب بيري إن القيادة الإسرائيلية، أوصلت البلاد إلى الوضع الحالي، مشدداً على ضرورة التعمق أكثر ودراسة الأسباب الحقيقة التي تسببت في الفشل الذي أصاب جزءاً كبيراً من المؤسسات الحكومية.

وقال بيري في مقال "معاريف" الإسرائيلية، بعنوان "بين قانون التجنيد والخلاف مع الولايات المتحدة.. إسرائيل تسير في طريق مسدود"، إنه لا يعرف أي الأزمات أخطر على إسرائيل، أزمة قانون التجنيد، أم الخلاف مع الصديقة الكبرى، الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن إسرائيل تعيش في  فوضى، ولا مخرج أو حلا حقيقياً في المستقبل القريب.


عجز سياسي

وقال بيري، وهو وزير إسرائيلي سابق، إن إسرائيل لم تشهد منذ زمن طويل مثل هذا العجز السياسي والاجتماعي دون أفق واضح، مشيراً إلى أن هناك كثيرين يأملون أن يؤدي الوضع الحالي إلى انتخابات جديدة وتغيير القيادة.
وشدد الكاتب على أن القيادة الحالية للبلاد هي التي أوصلتها إلى الوضع الحالي، وأن من المهم التعمق أكثر ودراسة الأسباب الحقيقية التي تسببت بالفشل الذي استشرى في المؤسسات الحكومية، وسبب شلل الأنظمة والخلل المروع في كثير من المؤسسات الأخرى.


أزمة قانون التجنيد

وكما هي العادة دائماً، انتظر قادة إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة، ولم يكلفوا أنفسهم عناء مناقشة قانون التجنيد، موضحاً أن نص مشروع القانون يبدو مثل مهزلة، رغم التعديلات لانتزاع موافقة الفصائل الحريدية بما يجعلها توافق حتى لا  تسبب الفوضى، وفقاً للكاتب.


خلاف جوهري

وفي نفس الوقت الذي يوضع فيه قانون التجنيد، تعيش إسرائيل في خضم أزمة عميقة وخلاف جوهري مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها إسرائيل أزمة في العلاقة مع واشنطن، ولكن هذه المرة تتزامن مع حرب في  قطاع غزة، بالإضافة إلى التوترات في شمال إسرائيل مع تنظيم حزب الله اللبناني.
وتابع "يمكن في هذه الأزمة لوم رئيس وزرائنا الذي يدعي منذ سنوات أن خبرته وعلاقته مع الولايات المتحدة ممتازة ومثبتة، ولا شك أن بنيامين نتانياهو لم يدر العلاقة مع الأمريكيين بشكل صحيح، وبالحكمة الصحيحة والحساسية، وكان من الواضح أننا نسير في مسار تصادمي مع الأمريكيين".


أسباب الخلاف

ووفقاً للكاتب، فإن مسألة المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة برمتها، وحجم القتال ووضع السكان المدنيين، والنقاش حول اليوم التالي، لم يتماش مع وجهة النظر الأمريكية، وأدى إلى الخلاف على خلفية استمرار الحملة الإسرائيلية في رفح.
وأضاف أن من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ستأخذ في الاعتبار وجهة النظر المصرية، وتعارض استمرار الحملة كما خططت إسرائيل، مستطرداً "كان علينا أن نجهز الولايات المتحدة لخطط القتال في رفح، على الحدود مع مصر، مع التركيز على معركة محور فيلادلفيا، ولأننا لم نفعل، انضمت الولايات المتحدة إلى الدول الأخرى في الأمم المتحدة، التي دعت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار".

 
صعوبة 

ويرى بيري أن من الصعب إعادة العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى مسار الصداقة والتحالف التقليدي، لافتاً إلى أن الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة ستعقد بشكل كبير محاولات التسوية.

ويبدو أنه لن يكون هناك خيار سوى الدخول إلى رفح، وإنهاء الحملة ضد حماس، مستطرداً "أيام معقدة تنتظرنا في مواجهة الولايات المتحدة، دعونا لا نعاني من ضرر قاتل للمساعدات العسكرية التي تقدمها لنا الولايات المتحدة، وأن نتمكن من تفسير مسارنا أمام إدارة غاضبة".