متظاهرون أمام مقر الحزب الاشتراكي الإسباني في مدريد (أ ف ب)
متظاهرون أمام مقر الحزب الاشتراكي الإسباني في مدريد (أ ف ب)
السبت 27 أبريل 2024 / 19:52

هدد بالاستقالة من منصبه .. آلاف في مدريد يتمسكون بسانشيز في السلطة

تجمّع آلاف من مناصري الحزب الاشتراكي الإسباني في مدريد السبت لمطالبة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالتراجع عن الاستقالة، قبل 48 ساعة من إعلانه قراره، بسبب تحقيق ضد زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد.

واحتشد المناصرون الذين قدّرت السلطات عددهم بـ12500، خارج مقر الحزب في العاصمة، تزامناً مع اجتماع لقادته. ورددوا شعارات مثل "بيدرو رئيساً"، ورفعوا لافتات عليها "إسبانيا في حاجة لك".
وأعلن سانشيز في 24 أبريل (نيسان) أنه "يفكّر" في الاستقالة بعد فتح تحقيق ضد زوجته بيغونيا غوميز بناء على شكوى جمعية "مانوس ليمبياس "الأيادي النظيفة"، القريبة من اليمين المتطرّف.
وأكد سانشيز الذي يتولى الحكم منذ 2018، أنه سيعلن قراره الإثنين، وعلّق نشاطاته حتى ذلك الحين.
وقال رئيس الوزراء الاشتراكي في رسالة الأربعاء: "أحتاج إلى التوقّف والتفكير" لاتخاذ قرار " هل سأستمرّ في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان علي أن أتخلّى عن هذا الشرف".
وشكّل الإعلان مفاجأة في إسبانيا حتى لوزراء مقرّبين من سانشيز أكدوا أنه لم يطلعهم على إعلانه بشكل مسبق.
وقالت سارة دومينغيز، وهي مستشارة شاركت في التحرك: "آمل أن يقول سانشيز الإثنين إنه سيبقى" رئيساً للوزراء.
واعتبرت أن حكومته "اتخذت إجراءات جيدة جداً لصالح النساء، والمنتمين لمجتمع الميم، والأقليات".
بدورها، أبدت الموظفة الحكومية ماريا دييز خشيتها من تولي "اليمين المتطرف الحكم، ما سيؤدي الى تراجعنا في الحقوق والحريات". وتوجهت نائب رئيس الحكومة وزيرة الميزانية ماريا خيسوس مونتيرو الى سانشيز فقالت: "أيها الرئيس، ابقَ. بيدرو، ابقَ، نحن معاً... علينا أن نتقدم، أن نواصل دفع هذه البلاد الى الأمام، لا يمكن لإسبانيا أن تتراجع".
وتترقّب إسبانيا قرار سانشيز.
وفي حين لم يستبعد محللون أن يعمد إلى الاستقالة، رأى آخرون أن من الخيارات أيضاً طرح الثقة في البرلمان ليُظهر سانشيز أن حكومته لا تزال تحظى بالغالبية في مجلس النواب، ما يتيح له البقاء في منصبه.
من جهته، اتهم ألبرتو نونييس فيخو زعيم الحزب الشعبي اليميني، أبرز أطياف المعارضة الإسبانية، سانشيز بـ "مسرحية". وقال إن "الغالبية العظمى" من الإسبان "تشاهد بذهول المسرحية الأخيرة التي قدّمها سانشيز".
كما اعتبرت الأمينة العامة للحزب كوكا غامارا أن سانشيز يسعى إلى "الحصول عبر جعل نفسه في موقع الضحية، على تأييد لا يتمتع به حاليا".
وحسب موقع "إل كونفيدانسيال"، يركزّ التحقيق ضد زوجة سانشيز على صلاتها بمجموعة السياحة الإسبانية "غلوباليا" مالكة شركة الطيران "اير يوروب" في وقت كانت تُجري الأخيرة محادثات مع الحكومة للحصول على مساعدات لمواجهة الانخفاض الكبير في الحركة الجوية الناجم عن كورونا.
كما يوجّه المعارضون انتقادات لرئيس الحكومة بسبب فساد في عقود لشراء كمّامات خلال الجائحة، يُتهم فيها مُقرّب من أحد الوزراء في حكومته من 2018 إلى 2021، والذي كان من الحلقة الضيقة لسانشيز.