المدير العام يكرم الفرق المشاركة (من المصدر)
المدير العام يكرم الفرق المشاركة (من المصدر)
الأربعاء 3 أبريل 2024 / 15:59

الأرشيف والمكتبة الوطنية يضيء على الفنون الشعبية الإماراتية

نظّم الأرشيف والمكتبة الوطنية أمسية بعنوان "الفنون الشعبية الإماراتية.. أصالة مستدامة"، بالتعاون مع جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، وجمعية الشحوح للثقافة والتراث.

واشتملت الأمسية على الدلالات الرمزية في الفنون الإماراتية التراثية وتطبيقاتها العملية، التي نشرت البهجة في نفوس الحاضرين، وأفسحت للأجيال المجال لكي يستعيدوا تقاليد وأعراف تداولتها الفنون الشعبية منذ القدم، وتطرقت إلى أهميتها في تأصيل وحفظ التراث الإماراتي العريق، وتعزيز هويته الوطنية وتنوعه الحضاري الممتد من الصحراء إلى الساحل والواحات والجبال.
وقال المدير العام عبد الله ماجد آل علي: لقد فتح الأرشيف والمكتبة الوطنية أبواب مجلسه الرمضاني على عادات وتقاليد وفنون من تراثنا العريق، لما لتراثنا من أهمية في إثراء مجتمعات المعرفة، وذلك إيماناً منا بما قاله المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: "من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله".
وأوضح: إن التعريف بتاريخ الإمارات وتراثها وحضارتها جزء من مهامنا، ولذلك فعلينا أن نسلط الضوء على موروثنا الذي يجب أن نحافظ عليه، وهذه الفنون التي استضافها الأرشيف والمكتبة الوطنية في أمسيته الرمضانية الأخيرة تمثل جزءاً من التراث الشعبي في الإمارات، وتنوعها يعكس ثراء ثقافة مجتمعنا.
وأدارت الأمسية مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتورة عائشة بالخير ورئيسة فريق التاريخ الشفاهي مع كل من اذ سعيد محمد الحربي الشحي رئيس اللجنة الثقافية والإعلامية بجمعية الشحوح للثقافة والتراث براس الخيمة، والأستاذ راشد بن جمعة العزاني مستشار فني في مجال الفنون الشعبية بجمعية العين للفنون الشعبية.
وقدم سعيد محمد الحربي الشحي تعريفاً بفن "الندبة" وهو من أشهر فنون الشحوح القديمة، والندبة نداء خاص للعزوة والتفاخر تؤديه جماعة تسمى /الكبكوب/ وتردد فيه كلمات معينة عند قدوم الضيوف ترحيباً بهم، وهي من عادات سكان الجبل ويكونون أثناء ذلك حلقة دائرية يتوسطهم (النديب) وهو الشخص الذي يتمتع بطول النفس، وهو الذي يبدأ بنداء العزوة ويردد الآخرون خلفه بصوت يوحي بالرجولة والقوة.
وقدم الحربي تعريفاً لفن "الرواح" الذي يؤدى على قرع الطبول، ووصف أوقات اليوم والمناسبات التي يؤدى فيها هذا الفن. كما تناول في حديثه فن "الحربية" لاسيما الذي تمارسه القبائل التي تسكن في رؤوس الجبال ويؤديه أكثر من شاعر، وعن "اليولة" و"غلية السيف" وهيهارات حركية إبداعية تشير إلى التحكم بالسيف والعصا والبندقية.
ثم تحدث راشد بن جمعة العزاني عن فن "العيالة" وهو فن شعبي يحتل مكان الصدارة بين فنون الخليج والجزيرة العربية، وأشار إلى أن فن "العيالة" يؤدى في كل المناسبات الاجتماعية والوطنية، و"العيالة" هي تعبير عن الانتصار بعد الحرب لذلك فإنها تجسد قيم الشجاعة والفروسية والبطولة والقوة العربية، ثم شرح أصل كلمة "العيالة" و الإيقاعات التي تستخدم فيها، وما ترمز إليه حركاتها.
وقدمت الأمسية تطبيقاً عملياً من الفرق المختصة لكل ما تطرقت إليها المحاضرة، وبشرح مفصل عن أوقاتها والمناسبات التي تؤدى بها، وعن جذورها في التراث الإماراتي، مما جعل الفائدة تقترن بالمتعة.