السبت 13 أبريل 2024 / 00:46

كيف يخطط ترامب للفوز بالرئاسة؟

في حين أن العديد من الديمقراطيين لا يزالون يعتبرون الرئيس السابق دونالد ترامب مرتجل ومندفع وفوضوي، إلا أن فريق حملته قد وضع خارطة طريق واضحة للغاية حول الكيفية التي يعتزمون بها العمل في مؤسسات مختلفة لصالحهم.

ويبدو أن هناك استراتيجية متعددة الجوانب يحتمل أن تكون ناجحة مع تدخل انتخابي وإعلامي وقانوني وتشريعي وتدخل من طرف ثالث للفوز بالنهاية في انتخابات البيت الأبيض 2024.

وبينما كان عام 2020 يدور حول تخريب الهيئة الانتخابية، كان ترامب يحاول وضع القواعد لصالحه في عام 2024، وفقا لتقرير لشبكة "سي إن إن".
ففي نبراسكا، على سبيل المثال، يحاول حلفاء ترامب الضغط على الهيئة التشريعية لتغيير قواعد ولايتهم بحيث يكون لديهم نظام الفائز يأخذ كل شيء، إذ النظام الحلي في نبراسكا يوزع الأصوات الانتخابية بشكل متناسب مع المرشح المنتصر في كل دائرة من دوائر الكونغرس الثلاث بالولاية، مع منح صوتين آخرين للمرشح الذي يفوز بالحصيلة على مستوى الولاية.

تغيير القواعد

ومن شأن تغيير القواعد أن يتجنب مصيراً مشابهاً لعام 2020، عندما فاز الرئيس جو بايدن بتصويت انتخابي من إحدى دوائر الكونغرس بينما حصل ترامب على الأربعة الآخرين. وهذه المرة، يبدو أن ترامب يريدهم جميعاً، مدركاً أن صوتاً واحداً يمكن أن يحدث الفرق، وتعتمد هذه التكتيكات على الطرق التي تحركت بها حملة ترامب لتغيير القواعد الأساسية لصالحه.

ويعمل ترامب أيضاً على الأخبار التلفزيونية على مدار 24 ساعة والنظام البيئي لوسائل التواصل الاجتماعي لصالحه.

كما في عام 2016، أصبحت مسيراته مصدراً لوقت البث المجاني، وكما في عام 2020، استغل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال رسائل متفجرة تهيمن على دورة الأخبار.
وعلى الرغم من أنه أصبح مرشحاً رئاسياً تاريخياً بالنظر إلى حقيقة أنه يواجه أربع لوائح اتهام رئيسية ودعاوى مدنية متعددة، يبدو أن نجم الواقع السابق يدرك الفرص التي توفرها له كل هذه الدعاية.
وهذه الدعاية لن تختفي في أي وقت قريب، بحسب التقرير، وباستثناء القضية التي ستحاكم في نيويورك يوم الاثنين، والتي يتفق العديد من المحللين على أنها على الأرجح الأقل احتمالا لإلحاق الضرر به سياسيا، نجح فريق ترامب القانوني في استراتيجيته للتأخير والعرقلة.

قبضة ترامب على الجمهوريين

وفيما يخص الكابيتول هيل، تقول الشبكة إن قبضة ترامب على الجمهوريين في مجلس النواب قوية. إذ لا تتماشى غالبية الحزب الجمهوري مع العديد من وجهات نظره وتدعمه كمرشح فحسب، بل لديه الآن جيل جديد من الجمهوريين في "ماغا"، مثل النائبة مارغوري تايلور غرين.
عندما دفعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين مشروع قانون الهجرة والمساعدات الخارجية من يمين الوسط، حشد ترامب أتباعه في منزله لتخريب الأمر، لأنه أراد قضية الهجرة حتى يتمكن من ملاحقة بايدن.

والآن، تحاول غرين والجمهوريون المتحالفون في مجلس النواب منع رئيس مجلس النواب مايك جونسون من المضي قدماً في تقديم المساعدات إلى أوكرانيا.
كما حشد ترامب أتباعه في "ماغا" لقتل مشروع قانون إعادة تفويض قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، وهو برنامج تم وضعه في 1978 يهدف إلى تقييد المراقبة الاستخباراتية من خلال طلب موافقة المحكمة الذي يدعي ترامب أنه استخدم للتجسس على حملته والذي يصوره كرمز لـ "الدولة العميقة".
أخيراً، هناك مرشحو الطرف الثالث، فغريزة ترامب هي أن تحديات الطرف الثالث ستؤذي بايدن أكثر مما تؤذيه في ولايات ساحة المعركة.

مرشحو الطرف الثالث

وبحسب ما ورد سيحاول حلفاؤه دعم مرشحي الطرف الثالث بطرق تجعلهم أكثر جاذبية للديمقراطيين الترويج لروبرت كينيدي جونيور باعتباره "بطلا للاختيار" والتأكيد على السجل البيئي لمرشح حزب الخضر جيل شتاين في المناطق التي يعتقد النشطاء أن الإدارة فعلت أقل بكثير مما وعدت به.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المتبرع الوحيد الأكثر سخاء لكينيدي لسوبر باك هو تيموثي ميلون الملياردير الذي يعد حليفاً رئيسياً لـ"ماغا"، ويمكن لمؤيدي ترامب الآخرين البحث عن فرص لمساعدة المرشح المستقل والأكاديمي التقدمي كورنيل ويست في أجزاء من الناخبين حيث يمكن للإحباط التدريجي من دعم الإدارة للحكومة الإسرائيلية أن يضع الأصوات في متناول اليد.
وبحسب التقرير، فهناك خطة متماسكة إلى حد ما لحملة ترامب، خطة تعمل في الهيئة الانتخابية ووسائل الإعلام والمحاكم والكونغرس والأطراف الثالثة لصالح ترشيحه وتستمر في وضع بايدن في موقف دفاعي. ومع التقلبات التي نشهدها مع التضخم والأحداث الدولية، يجب على الديمقراطيين أن يروا أن هذه الركائز لاستراتيجية حملته الانتخابية يمكن أن تكون كافية لتحقيق فترة ولاية ثانية.