رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. (أرشيف)
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. (أرشيف)
الأربعاء 17 أبريل 2024 / 15:35

4 أسباب تدفع إسرائيل لتجنب المواجهة مع طهران

قال الكاتب الإسرائيلي، غيورا آيلاند، إن الاعتبارات لصالح هجوم إسرائيلي ضد إيران "مفهومة ومنطقية"، ولكن هجوماً غير ناجح سيورط الأمريكيين في الأمر ويسخن الحدود الشمالية، وقد يتسبب في ضرر أكثر من نفع.

وأضاف آيلاند في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تحت عنوان "لدى إسرائيل وسائل كافية لإيذاء إيران دون إجبارها على الرد" أنه وفقاً لتصريحات شبه صريحة لمسؤولين إسرائيليين كبار، فقد تم بالفعل اتخاذ قرار للرد على الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدف إسرائيل، موضحاً أنه لا توجد تفاصيل عن توقيت وأهداف ذلك الرد. 

وأشار إلى أن الاعتبارات المؤيدة للهجوم بشكل عام ضد أهداف في إيران مفهومة ومنطقية، ولكن هناك أسباب تجعل من الصواب تجنب هجوم مفتوح ومباشر على الأراضي الإيرانية، قائلاً: "إذا كان الهجوم هدفه (واجب الرد)، فإن الضرر سيكون أكبر من الفائدة، وإذا كان هجوماً كبيراً، فمن المرجح أن يثير رد فعل سيتوسع لحرب إقليمية".


وأوضح الكاتب الإسرائيلي، أنه من المشكوك فيه أن إسرائيل تريد الآن شن حملة طويلة مع إيران، وخصوصاً في ظل الحرب بقطاع غزة، والصراع في الجنوب اللبناني مع "حزب الله"، مستطرداً: "هذا ليس الوقت المناسب للمخاطرة بحرب طويلة الأمد لها بعد آخر".

المصالح الأمريكية

أما عن السبب الثاني لضرورة تجنب الهجوم المباشر على إيران، هو أنه ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، حيث إن هذا الإجراء قد يحول الأمور إلى حرب إقليمية، وستلوم الدول إسرائيل على التسبب بذلك التصعيد، كما سيتسبب في إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية، وثالثاً، لدى إسرائيل مصلحة أكثر إلحاحاً لإعادة الوضع على الحدود الشمالية إلى طبيعتها حتى يعود السكان الإسرائيليين الذين غادروا بسبب أفعال حزب الله إلى منازلهم مجدداً. 


الاستفادة من الدعم الدولي

وتابع الكاتب: "من الصواب أن نستفيد من الدعم الدولي الذي تلقيناه، وأن نعززه انطلاقاً من استعدادنا للاستماع إلى نصائح لندن وواشنطن وباريس، والمطالبة في المقابل بدعم غير مشروط في القضية مع لبنان، يتمثل في ضغوط (أمريكية وفرنسية بشكل رئيسي) من أجل الوضع في الشمال، وإذا لم ينجح ذلك في وقت قصير، فسيكون بدلاً من ذلك دعماً غير مشروط لعملية عسكرية إسرائيلية كبرى في لبنان".

الأسلحة النووية الإيرانية

أما السبب الرابع الذي تحدث عنه الكاتب، فيتمثل في مصلحة إسرائيل العليا في منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، مشيراً إلى أنه حتى الآن يبدو أن إيران تبحر بثقة نحو هذه الوجهة الخطيرة، مستطرداً: "يجب أن يكون الهجوم الإيراني الأخير دليلاً على مدى خطورة الأسلحة النووية الموجودة في أيدي إيران، وليس فقط على إسرائيل".

تجديد الضغوط

واعتبر الكاتب أن الوقت الحالي فرصة لتجديد الضغوط الدولية على إيران فيما يتعلق بالبرنامج النووي، مشدداً على ضرورة أن يشمل الضغط فرض عقوبات اقتصادية إلى جانب التهديد العسكري الأمريكي الحقيقي، لذلك من الصواب تحويل إسرائيل رغبتها المبررة في مهاجمة إيران إلى التزام غربي بالتحرك بشأن هذه القضية. 

 الحملة بين الحروب

وقال الكاتب إن كل ما سبق يوصي بعدم التصرف في اتجاه الحرب المباشرة على الإطلاق، موضحاً أن الـ9 سنوات السابق حالت دون إنشاء تنظيم ثان لحزب الله في سوريا، ولذلك على إسرائيل أن تستمر في نشاطها ضد الأهداف الإيرانية في سوريا.
ورأى الكاتب أن الإيرانيين لن يردوا على استمرار إسرائيل في "الحملة بين الحروب" بسوريا، وإذا ردوا، فسيكون من السهل تشكيل تحالف هجومي ضدهم، مستطرداً: "لدى إسرائيل مجموعة متنوعة من الخيارات الأخرى لإيذاء إيران، ولإيصال رسالة ردع، ولكن ليس بالضرورة القيام بذلك بطريقة من شأنها أن تجبر إيران على تنفيذ هجوم مرة أخرى".