الأحد 28 أبريل 2024 / 13:54

نجيب محفوظ في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. الهدف والقيمة

في دورته الثالثة والثلاثين، اختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب شخصية لا تُنسى في عالم الأدب، الأديب العربي الكبير نجيب محفوظ، والذي يُعد واحدًا من أبرز الروائيين في القرن العشرين، ليكون الشخصية المحورية للمعرض. اختيار نجيب محفوظ يُعدّ تقديرًا لتأثيره العميق وإسهاماته البارزة في الأدب العربي والعالمي، خاصة بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1988، وهي المرة الأولى والوحيدة حتى الآن، التي يُمنح فيها هذا الشرف لكاتب عربي.
نجيب محفوظ، الذي وُلد في القاهرة عام 1911 وتوفي فيها عام 2006، ترك إرثًا أدبيًا ضخمًا يشمل عشرات الروايات والقصص القصيرة والمقالات. ولطالما تميّزت أعماله بعمق التحليل النفسي وتصويره الواقعي للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، مما جعله صوتًا ليس فقط لجيله بل لأجيال عدة.
اختيار نجيب محفوظ ليكون الشخصية المحورية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب يُعبّر عن الاعتراف بأهمية وقيمة مسيرته الأدبية، كما يعكس التزام المعرض بالاحتفاء بالأدب العربي وتقديمه بشكل يليق بمكانته على الساحة العالمية. نجيب محفوظ، بوصفه أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وهو ما يمثل قمة الإنجازات الأدبية في العالم العربي، واختياره يسلط الضوء على الغنى والتنوع في الأدب العربي، كما أن هذا الاختيار يُظهر تقديرًا للأدب الذي يعكس الحياة الاجتماعية والسياسية ويشجع على الحوار والفهم المتبادل بين الثقافات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُلهم اختيار شخصية مثل نجيب محفوظ الزوار وخصوصًا الجيل الجديد من الكتاب والقراء لاستكشاف الأدب العربي وتقديره، كما سيُتيح فرصة للمشاركين لاستكشاف كيف يمكن للأدب أن يُعبّر عن التحديات الإنسانية العميقة ويعالج قضايا معقدة تتعلق بالهوية والتاريخ والتحول الاجتماعي، وذلك من خلال منظور نجيب محفوظ وأعماله. من هذا المنطلق، يُعد اختيار نجيب محفوظ كشخصيّة محورية للمعرض فرصة لتعزيز الوعي والاهتمام بالإرث الأدبي العربي وإبرازه كجزء لا يتجزأ من الثقافة العالمية.
ومن المنتظر أن يجذب هذا الحدث عددًا كبيرًا من الزوار من مختلف أنحاء العالم، الذين يسعون لاكتشاف أو إعادة اكتشاف أعمال محفوظ. سيكون هناك جناح خاص لعميد الرواية العربية، كما ستقام أيضاً ندوات ومناقشات حول تأثيره على الرواية العربية والعالمية، ستتيح فرصة للنقاد والأدباء والمعجبين لتبادل الآراء حول كيفية تأثير أعماله في تشكيل المشهد الأدبي العربي والعالمي، وتأثير فوزه بجائزة نوبل في رفع مكانة الأدب العربي عالميًا.
في ختام المعرض، من المتوقع أن يكون هناك تقدير أكبر لنجيب محفوظ ليس فقط ككاتب بل كرمز ثقافي عربي، حيث أن فعاليات المعرض ستعزز من فهم وتقدير أعماله. وبهذه الطريقة، لا يُسهم معرض أبوظبي الدولي للكتاب في الاحتفاء بالثقافة العربية فحسب، بل يعمل على تعزيز الحوار بين الثقافات وتقديم الأدب العربي على الساحة العالمية.