الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
الجمعة 10 مايو 2024 / 12:23

هكذا دفع نتانياهو بايدن إلى حافة الخط الأحمر

لم يكن تعليق بعض شحنات الذخائر الأمريكية إلى إسرائيل، قراراً يريد الرئيس جو بايدن الإقدام عليه.

التحرك متواضع جداً كي يترك تأثيراً دائماً، إلا إذا أتبع بوقف شحنات أسلحة أخرى

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن علق إرسال شحنة من القنابل التي تزن 2000 رطل و500 رطل إلى إسرائيل، في تحرك سري يعبر عن عدم الرضا عن حليف في الشرق الأوسط.

وكان بايدن يأمل في أن يدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى إعادة النظر في مقاربتها ووضع حد للنزاع. 

ومن طريق تعليق شحنة الأسلحة بسبب عملية رفح، فإن بايدن صعد خلافه مع نتانياهو إلى واحد من أشد الاختبارات للعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية منذ عقود، مع مضاعفات ليس بالنسبة لحرب غزة، وإنما على المدى الطويل في ما يتعلق بما يصفه بايدن بالدعم الذي "لا يتزعزع" لإسرائيل.
وفي تعزيز لهذا التحول في السياسة، قال بايدن الأربعاء، إنه مستعد لحجب الأسلحة الإضافية، بما في ذلك قذائف المدفعية، إذا شنت القوات الإسرائيلية عملية برية كبيرة في رفح.

أولوية بايدن

وكانت أولوية بايدن، هي ضمان وقف مؤقت لإطلاق النار، ونزع فتيل الجدل السياسي المتوتر في الداخل حول ما إذا كانت إدارته قد مارست ما يكفي من الضغط على نتانياهو للحد من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في غزة.

وكان هدف إسرائيل يتلخص في سحق آخر معاقل حماس في رفح، حيث يوجد زعماء الحركة ومقاتلوها.

ووضع الأساس لقرار تعليق إرسال الأسلحة في أبريل (نيسان)، عندما بدأت الإدارة مراجعة هادئة لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل بعد أشهر من رفض الدعوات لوضع قيود على عمليات نقل الأسلحة، لإجبار حكومة نتانياهو على إعادة التفكير في سلوكها في الحرب.

وأوضح مسؤولون أمريكيون أن المراجعة كانت سرية للغاية بسبب الحساسية السياسية، لاستخدام أقوى رافعة لها على إسرائيل، وهو أمر من المؤكد أنه سيثير غضب نتانياهو ويدفع الجمهوريين إلى شن هجمات على بايدن.

وبحلول نهاية الأسبوع الماضي، كان مسؤولو إدارة بايدن لا يزالون يأملون في إمكان تحقيق وقف القتال، ومضاعفة جهودهم لتأمين وقف مؤقت لمدة ستة أسابيع يمكن تمديده لاحقاً بواسطة دبلوماسية إضافية، من خلال إعادة مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليم بيرنز إلى المنطقة.

ومع ذلك، فإن إسرائيل وضعت استراتيجية قائمة على القتال والتفاوض. وحتى عندما أرسلت وفداً إلى مفاوضات وقف النار، ألقت مناشير الإثنين، تطلب من مئة ألف نسمة في شرق رفح، النزوح عن المنطقة.

وأتبعت ذلك في اليوم التالي بإرسال قوات للسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر، وهو تحرك أبلغ المسؤولون الإسرائيليون الولايات المتحدة بأنه ضروري لقطع تهريب الأسلحة وحرمان حماس من تدفق الموارد إلى الحركة. 

وبتعليق إرسال السلاح، اختار بايدن وقف شحنة واحدة كان من المقرر أن تنقل إلى إسرائيل في الأسابيع المقبلة. وأوضح مسؤول أمريكي أن الإجراء اتخذ لأن القنابل زنة 2000 باوند، يمكن استخدامها على وجه الخصوص للتدمير في "الأماكن الحضرية كثيفة السكان" مثل رفح، وأشار إلى أن مبيعات أخرى هي قيد المراجعة.
وكان مقرراً أن يكون الإجراء بمثابة إشارة سرية لإسرائيل كي تركز على محاولة تعزيز وقف مؤقت للنار مع حماس، عوض أن تتحرك نحو رفح من دون خطة لحماية المدنيين وضمان عدم انقطاع المساعدات عنهم.

معالجة دبلوماسية

وكشف مسؤول "إننا لم نكن عازمين على جعل الأمر علنياً، وكنا نحاول أن نعالجه بطريقة دبلوماسية".
لكن سرعان ما بدأ تسريب قرار بايدن من قبل مسؤولين إسرائيليين. ولاحقاً، أكد المسؤولون الأمريكيون التفاصيل، محولين تحركاً سرياً إلى مواجهة ذات مخاطر عالية مع حليف وثيق.
وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين السابقين إن قرار بايدن غير مبرر، لأن إسرائيل امتنعت حتى الآن، عن شن عملية برية شاملة في رفح سبق أن حذر منها المسؤولون الأمريكيون. 

أما المنتقدون لدعم بايدن لإسرائيل، فقالوا إن التحرك متواضع جداً كي يترك تأثيراً دائماً، إلا إذا أتبع بوقف شحنات أسلحة أخرى.
ويبدو أن قرار بايدن قد تم التنبؤ به في مقابلة أجراها مع شبكة "إم إس إن بي سي" في مارس(آذار)، حيث حذر من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيتجاوز "خطاً أحمر"، لكنه استدرك بسرعة "لكن ليس هناك خط أحمر يتعلق بوقف إرسال كل الأسلحة" إلى إسرائيل.

ومع ذلك، أضاف "لا يمكننا أن نسمح بقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني آخرين".