الأديبة فاطمة حمد المزروعي مع عدد من إصداراتها ( 24)
الأديبة فاطمة حمد المزروعي مع عدد من إصداراتها ( 24)
الجمعة 10 مايو 2024 / 14:27

فاطمة حمد المزروعي: أدب الطفل العربي يشهد نقلة نوعية منذ 2010

أكدت الأديبة والناشرة الإماراتية، الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، إن أدب الطفل العربي يتطور من عام إلى عام، موضحة أنه منذ عام 2010 يشهد ذلك الحقل الأدبي نقلة كبيرة كان من أسبابها إطلاق الجوائز الأدبية التي خصصت لهذا الفرع من الأدب العربي.

وأوضحت أن ما يقام من ورش إبداعية ومؤتمرات، إضافة إلى المعارض المحلية والدولية للكتب وما يصاحبها من فعاليات أتاحت للكتاب الاحتكاك المباشر فيما بينهم ومكنتهم من تبادل الخبرات والرؤى، وكذلك رغبة الأدباء العرب في طرح آليات وأفكار جديدة، حيث صارت النصوص الأدبية الموجهة للأطفال تتصل بالواقع وتمثله وتعبر عن الحاضر بقوة.
وأشارت إلى أن كتب الأطفال صارت اليوم هي الأكثر مبيعاً، وأن هذا الرواج لأدب الطفل جعل بعض دور النشر تقبل على النشر بكثرة في هذا الحقل الأدبي الأمر الذي تسبب  في خروج إصدارات دون المستوى المطلوب.
وبالنسبة  لحركة النشر والتوزيع والعلاقة بين الكاتب والناشر، أضافت أن "أدب الطفل يعاني من وجود أزمة توزيع، وأن أغلب دور النشر لا تمارس التوزيع، وذلك بالرغم من الطفرة الكبيرة التي يشهدها أدب الطفل إماراتياً وعربياً، وبينت أن الناشر يواجه بشكل دائم مشكلة في توزيع إصداراته، وأكدت على ضرورة وجود شبكات توزيع محلية داخل كل دولة، وأن تكون هناك شبكة توزيع دولية تساعد الموزعين على وصول إصداراتهم لبقية بلدان العالم العربي، ونوهت إلى أن البيع عبر المنصات الرقمية أصبح يساعد على التوزيع وعلى رواج كتب الأطفال".
ولفتت الدكتورة فاطمة المزروعي، إلى أن بعض دور النشر الكبرى تعاني من وجود صف ثان لإدارتها، وخاصة بعض الدور التي عرفت بأنها عائلية واضطرت لغلق أبوابها بعد رحيل من كان يديرها من الجيل القديم، مبينة أن العلاقة بين الكاتب والناشر يحكمها العقد المبرم بينهما، وأنه على الكاتب أن يضع ما يحقق طموحه في نصوص عقده مع الناشر.

وعن رؤيتها لمستقبل القراءة ومن ثم فرص رواج أدب الطفل، قالت: "الأمر ليس وردياً، وإن من معوقات انتشار القراءة ورواج كتب الأطفال، ضعف مستوى الأطفال في مادة اللغة العربية، وكثرة الدروس، وقضاء الطفل ساعات طوال أمام الشاشات، ورأت بأن الحل يكمن في أمور عدة منها تقوية الأطفال في مادة اللغة العربية وذلك من خلال القراءة، وأن تصبح القراءة عادة يومية، مع تحديد ساعات استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية.
وبالنسبة لدور كل من الكاتب والناشر في النهوض بأدب الطفل العربي، أوضحت أن على الكاتب أن يعمل على تطوير مشروعه الأدبي، وأن يخصص وقتا للإطلاع وأن يكون على تواصل بالآخرين وبالعالم، وعلى دور النشر أن تنوع موضوعات إصداراتها وأن تشجع الرسامين على تطوير أدواتهم واستخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال".
وذكرت أن على الدول ومؤسساتها المعنية أن تهتم بالمبدعين في مجال أدب الطفل، وأن توفر لهم منح التفرغ الأدبي والمنح البحثية، وأن تفرد مساحة بوسائل الإعلام لتسليط الضوء على أدب الطفل، بجانب وضع برامج لتكريم المبدعين،أما بالنسبة لمستقبل القراءة لدى أطفال وطنها الإمارات، قالت الكاتبة والناشرة الإماراتية الدكتورة المزروعي: إن الإمارات أطلقت في عام 2016 عشرية القراءة التي ستكتمل في عام 2026، وأنه بنهاية تلك العشرية بعد عامين قادمين، سيكون 50% من البالغين في الدولة يقرأون، وسيكون هناك 80% من طلاب المدارس يقرأون 20 كتابا في العام.
وعن أهم مصادر الإلهام لديها، قالت إن مصادر الإلهام لديها متعددة، حيث تستلهم أعمالها من عوالم طفولتها وأطفالها، ومن قراءاتها، ومن الطبيعة والأشياء التي حولها: مدينتها أوظبي ووطنها الإمارات، ومواقف الحياة وتجاربها، ومن سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وشخصيته العظيمة وسيرته الملهمة، ومن التراث الإماراتي الذي يحضر في قصصها وكتاباتها وأبحاثها، ومن الأغاني الشعبية التي تقوم بجمعها وتوثيقها.
وبالنسبة لحضور التراث في الكتابات الموجهة للأطفال، أكدت إن حضور التراث في أدب الطفل العربي يتفاوت من كاتب لآخر، وأن هذا الحضور يتمثل في استحضار واستلهام التراث العربي و "ألف ألف ليلة وليلة". وغير ذلك، وهو حضور جيد بحسب قولها.
وختمت الدكتورة المزروعي بالتأكيد على أهمية القراءة للأسرة، وأنه على الوالدين أن يمثلا الأسوة للأبناء وأن يجعلا القراءة عادة لدى أطفالهما، حيث تقرأ الأم للطفل في سنواته الأولى، ثم يكبر الطفل ويقرأ لأمه، مع تشجيع الأطفال على الاستفادة من الكتب، وأن يكون الكتاب ضمن قائمة الهدايا التي تقدم للأطفال في حفلات أعياد الميلاد بجانب ما يقدم لهم من ألعاب، وأن يمنح الطفل حق اختيار ما يحب أن يقرأه، وأن نقرأ للطفل في السيارة وقبل النوم، واختتمت حديثها بالتأكيد على أن القراءة مهمة لتخفيف أعباء الحياة ووسيلة للإسترخاء والراحة.
يشار إلى أن الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، باحثة وأكاديمية وأديبة وناشرة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في أدب ما قبل الإسلام، ودرجة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها، ولها العديد من الإصدارات والدراسات البحثية بجانب مؤلفاتها في مجال الأدب الموجه للطفل.