الأربعاء 22 مايو 2024 / 14:25

4 نقاط ضعف تنذر بفشل إسرائيل

رصدت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، 4 نقاط فشل لإسرائيل في تعاملها مع الحرب الحالية، سواء في الجنوب تجاه قطاع غزة، أو في الشمال مع تنظيم "حزب الله" اللبناني.

 وأضافت يسرائيل هيوم في تحليل أعده الكاتب تسفي هاوزر عضو الكنيست السابق، تحت عنوان "هل تريد الفوز الكامل؟ 4 نقاط ضعف يجب حلها"، أنه حتى لو كانت إسرائيل كما قال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "على بُعد خطوة واحدة من النصر التكتيكي في رفح"، فإنها بعيدة كل البعد عن النصر الاستراتيجي في الحملة برمتها.
ووفقاً للصحيفة، فإن النجاح في هزيمة كتائب حماس الأربع الموجودة في رفح، لن يغير العجز الاستراتيجي بعد الضربات الأربع التي وجهت إلى إسرائيل، والتي تتطلب رداً استراتيجياً، وليس مجرد انتصارات بطولية. 

الردع الإسرائيلي

النقطة الأولى التي تحدثت عنها الصحيفة، كانت الضرر الذي لحق بقدرة الردع الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث وجهت حماس ضربة قوية لإسرائيل لتسحق مفهومها الدفاعي المتعدد الأبعاد في غضون ساعات، وباستخدام مركبات بسيطة وقذائف قديمة، تمكنت من إصابة دولة ذات جيش متطور بأضرار في الأرواح والممتلكات على نطاق مدهش ولا يمكن تصوره.
وتقول الصحيفة إن هذا الحدث أدى إلى "إسقاط كتلة من النار" من جميع الأنحاء على إسرائيل بهدف هزيمتها.
وكان الوابل المباشر من الصواريخ الذي أطلقته إيران إلى إسرائيل بمثابة إعلان عن تغيير في النظرة إلى المنطقة، لا خوف من إسرائيل، ولا خوف من الولايات المتحدة.

صواريخ حزب الله

ووفقاً لـ"يسرائيل هيوم"، يفترض كثيرون أن إيران تحتفظ بحزب الله كرادع ودفاع ضد أي هجوم ضدها، ويعتقدون "خطأ" أن الـ150 ألف صاروخ الموجهين نحو إسرائيل من لبنان سوف تصدأ ببطء طالما أن إيران لا تشعر بتهديد ملموس، موضحاً أن هذا المفهوم هو الأخطر على مستقبل إسرائيل، وسيكون ثمنه أعلى بعشرات الآلاف من ثمن المفهوم في غزة، مستطردة: "حزب الله توقف عن الخوف، وفي إسرائيل لم يستوعبوا هذا بعد". 

هزيمة حماس غير مفيدة

وشددت على أنه من المهم والمؤلم التأكيد على أن العملية العسكرية الواسعة النطاق في غزة ولبنان لا تعيد الردع الإسرائيلي، ولا تعيد "السيف المتشعب" الإيراني إلى مكانه، فضرب كتائب حماس في رفح ليس بديلاً عن احتواء الدمار، مشيرة إلى أن انهيار الردع هناك سيستمر مصاحباً لإسرائيل، ولن يتعافى أيضاً إذا نفذ حزب الله انسحاباً تكتيكياً نحو الشمال كجزء من "اتفاق زائف" مستقبلي.

ضعف السيطرة الإسرائيلية

أما النقطة الثانية التي تحدثت عنها الصحيفة، فتتمثل في "خسارة إسرائيل في الشمال"، حيث كانت الاستراتيجية الوطنية لإسرائيل عند تأسيسها تتمثل في السيطرة الفعالة على جميع الأراضي المخصصة للدولة، ولكن للمرة الأولى منذ تأسيس إسرائيل بدأت القبضة تخف على الجزء الخلفي من البلاد، وبدأت السيطرة الفعالة تخف أيضاً في الكثير من الأراضي وفي المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.

تحويل الإسرائيليين للاجئين

أضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن حزب الله نجح في تحقيق الخيال المتمثل في اقتلاع الإسرائيليين من الأراضي وجعلهم لاجئين، حيث ينتقل الآن نحو 100 ألف لاجئ إسرائيلي داخل البلاد، مستطردة: "هناك خطر واضح وملموس في أن يتخلى بعض اللاجئين عن الشمال حتى في خضم القتال، فإذا تسبب حزب الله في نهاية هذه الحملة في تقليص التركيبة السكانية في الجليل والجولان، فسيكون ذلك إنجازاً استراتيجياً له لا يمكن تصوره وله تأثير طويل المدى". 

شل منفذ إسرائيل البحري

أما النقطة الثالثة فكانت شل منفذ إسرائيل البحري إلى البحر الأحمر، حيث حقق المحور الإيراني إنجازاً استراتيجياً منذ أن بدأ الحوثيون في اليمن بإيقاف السفن في مضيق باب المندب، ما قضى فعلياً على نشاط ميناء إيلات، منفذ إسرائيل الوحيد إلى البحر الأحمر، موضحة أن التحالف الأمريكي الذي تم تشكيله للتعامل مع حرية الملاحة لا يردع الحوثيين الذين يواصلون إطلاق النار وإتلاف السفن في المنطقة.

جبهة قانونية فلسطينية

وفي النقطة الرابعة، ذكرت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية بدأت في عام 2009 في فتح جبهة قانونية ضد إسرائيل، ما أدى إلى "تآكل الشرعية الإسرائيلية لاستخدام القوة في قطاع غزة".
وأشارت إلى أنه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تحاكم إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وتواجه التهديد بإصدار أمر تسليم يحوم فوق رؤوس القيادة والجيش، والذين فشلوا في فهم حجم التهديد في الوقت الحقيقي، والذين فضلوا تأجيل النهاية بدلاً من اتخاذ إجراءات فعالة عندما كان ذلك ممكناً، وفي الوقت نفسه، تنغمس السلطة الفلسطينية في فكرة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
واختتمت الصحيفة قائلة: "إن الأضرار الاستراتيجية الناجمة عن هذه الإجراءات هائلة، ويبدو أن القيادة الإسرائيلية ووسائل الإعلام تستخف بها، ويبدو أن إسرائيل منشغلة جداً بكتائب حماس الأربع في رفح، ومنشغلة قليلاً بالمسائل الاستراتيجية المطروحة أمامها".