"وجوه لا تُنسى" يبحر في حياة 185 شخصية فنية

"ورطة لذيذة"، كما يصفه مؤلف الكتاب الناقد الفني محمود عبدالشكور، الذي ركز في كتابه على رسم صور من حياة "مشخصاتية مصر" في عصري أفلام الأبيض والأسود والألوان، وعرض قراءة عن حياتهم وظروف عملهم ودرجات القرابة التي تربطهم بفنانين آخرين من جيلهم.
وعلى هامش اليوبيل الذهبي، لمهرجان جمعية الفيلم السينمائي في دورته الـ50، المُقام حالياً بمركز الإبداع في دار الأوبرا المصرية، من 1 إلى 12 يونيو (حزيران)، وقّع الناقد الفني محمود عبدالشكور، الطبعة الجديدة من كتاب "وجوه لا تُنسى".

طبعة حديثة

وعلى الرغم من صدور الطبعة الأولى للكتاب عام 2016، إلا أن طبعته الحديثة تؤكد ردود الفعل القوية على الكتاب والاتجاه لشرائه، وهو ما جعل دار النشر تحرص على إصداره مُجدداً، كونه من "الأكثر مبيعاً"، وفق ما قاله مؤلفه الناقد الفني محمود عبدالشكور، في حديث خاص لموقع "24".
وحول ما إذا كانت الطبعة الحديثة تختلف عن الطبعات السابقة، قال عبدالشكور، إن الاختلاف ليس كبيراً، ولكن الأمر الجديد هو عزمه إصدار جزء ثانٍ من الكتاب، الذي يتناول سيرة "مشخصاتية مصر" والأدوار المُساعدة في السينما والمسرح.
ولفت الناقد الفني في هذا الشأن، إلى حبه الكتابة عن نجوم الأدوار المساعدة وما يقدمونه من فن، لافتاً إلى أنه عاصر عدد من الشخصيات التي تناولها كتابه، بينما يعيش الباقون في داخله، على حد وصفه.
كما كشف الناقد الفني، لـ 24، عن إعداده لمشاريع جديدة تتعلق بالفنانين ومسيرتهم، لكنه فضل الحديث عنها باستفاضة فيما بعد، حينما يقترب من انتهائها.

موهبة فنية فريدة

يقول مؤلف الكتاب في حديثه عن الفنان الراحل، عبدالمنعم إبراهيم إنه أقرب كوميديان مصري لتكنيك أداء المُضحكين الأجانب، حيث يبدو قريبًا من أداء الممثل البريطاني الشهير "ستان لوريل" من حيث الحركة وتعبيرات الوجه والسهولة المُمتنعة في أداء الأدوار دون افتعال أو ضجيج.
وضمت صفحات الكتاب، تشخيصًا لمسيرة الفنان الراحل وقدراته الفنية، حيث وصفه بأنه أحد أعمدة المسرح القومي المصري في عصره الذهبي "الستينيات".
ويرى الناقد الفني محمود عبدالشكور، في كتابه، أن الساحة الفنية الآن تخلو ممن يقدمون أداءً مقتصداً في الإضحاك كالذي قدمه الفنان عبدالمنعم إبراهيم، والذي يقترب من أداء وتكنيك كوميديانات السينما الأجنبية، الذي يتسم بالهدوء دون التقليل من شأن الآخرين.
ويشير عبدالشكور، إلى أن الفنان عبدالمنعم إبراهيم لم يكتف بموهبته، بل سعى لثقلها بالدراسة والتعلم، وهو ما جعل أداؤه مختلفاً وما زال حياً على الشاشة إلى اليوم، واصفاً أيان بأنه من أهم الفنانين في تاريخ الفن المصري.