الجمعة 14 يونيو 2024 / 20:44

عملية تحرير الرهائن.. واشنطن الشريك الاستخباراتي لإسرائيل

اعتمدت عملية إنقاذ الرهائن الجريئة والمميتة التي قامت بها القوات الإسرائيلية في غزة، السبت، على عملية ضخمة لجمع المعلومات الاستخباراتية كانت الولايات المتحدة فيها الشريك الأكثر أهمية لإسرائيل.

وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) كثفت الولايات المتحدة جمع المعلومات الاستخبارية عن الجماعة المسلحة في غزة، وشاركت كمية غير عادية من لقطات الطائرات بدون طيار، وصور الأقمار الصناعية، واعتراضات الاتصالات، وتحليل البيانات باستخدام برامج متقدمة، بعضها مدعوم ببرامج حاسوبية متقدمة بالإضافة للذكاء الاصطناعي، وفقاً لما ذكره مسؤولين من الجانبين.

شراكة نادرة

والنتيجة هي "شراكة نادرة" في تبادل المعلومات الاستخبارية، حتى بالنسبة لدولتين عملتا تاريخياً معاً في مجالات ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك مكافحة الإرهاب ومنع إيران من تصنيع سلاح نووي.

وبحسب الصحيفة، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم ممتنون للمساعدة الأمريكية، التي منحت الإسرائيليين في بعض الحالات قدرات فريدة كانوا يفتقرون إليها قبل هجمات حماس المفاجئة عبر الحدود. لكنهم كانوا أيضاً دفاعيين بشأن براعتهم التجسسية، وأصروا على أن الولايات المتحدة، في معظم الأحيان، لا تمنحهم أي شيء لا يمكنهم الحصول عليه بأنفسهم. 

وقد يكون من الصعب التوفيق بين هذا الموقف والفشل الواضح لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الكشف عن العلامات التحذيرية لخطط حماس والرد عليها.

وينظر للشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على انها متوترة في بعض الأحيان ويشعر بعض المسؤولين الأمريكيين بالإحباط بسبب طلب إسرائيل المزيد من المعلومات الاستخباراتية، وهو ما قالوا إنه أمر يعتمد في بعض الأحيان على "افتراضات خاطئة" مفادها أن الولايات المتحدة ربما تحجب بعض المعلومات عن حليفتها.

وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن واشنطن "قدمت مجموعة مكثفة من الأصول والقدرات والخبرات". 

وفي رده على تقرير "واشنطن بوست" قال سوليفان إن المعلومات الاستخباراتية "ليست مقيدة أو مشروطة بأي شيء آخر، إنها ليست محدودة، نحن لا نمنع أي شيء".

تصرف منفرد

ويشعر مسؤولون آخرون، بما في ذلك المشرعون في "الكابيتول هيل"، بالقلق من أن المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها الولايات المتحدة يمكن أن تشق طريقها إلى مستودعات البيانات التي تستخدمها القوات العسكرية الإسرائيلية لشن غارات جوية أو عمليات عسكرية أخرى، وأن واشنطن ليس لديها وسائل فعالة لمراقبة كيفية قيام إسرائيل بستخدم المعلومات الأمريكية المقدمة لهم.

وتشير الصحيفة، إلى أن إدارة بايدن منعت إسرائيل من استخدام أي معلومات استخباراتية لاستهداف مقاتلي حماس النظاميين في العمليات العسكرية على أن يتم استخدام المعلومات الاستخبارية لتحديد مكان الرهائن، 8 منهم يحملون الجنسية الأمريكية، بالإضافة إلى القيادات العليا في حركة حماس منهم يحيى السنوار (المهندس المزعوم لهجمات 7 أكتوبر) ومحمد ضيف (قيادي ميداني لحماس في الجناح العسكري) وصنفت وزارة الخارجية الرجلين في 2015 على أنهما إرهابيان.

وذكرت الصحيفة، أن معلوماتها تستند إلى مقابلات مع أكثر من 10 مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حاليين وسابقين في واشنطن وتل أبيب والقدس. وتحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات الاستخباراتية الحساسة التي تتم بين واشنطن وتل أبيب.

وبينت الصحيفة، أن الولايات المتحدة قدمت بعض المعلومات الاستخبارية التي استخدمت لتحديد مكان 4 رهائن إسرائيليين وإنقاذهم في نهاية المطاف الأسبوع الماضي ويبدو أن المعلومات، التي تضمنت صوراً علوية، كانت ثانوية مقارنة بما جمعته إسرائيل بنفسها قبل العملية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 270 فلسطينياً، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة، مما يجعلها واحدة من أكثر الأحداث دموية في الحرب المستمرة منذ 8 أشهر.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون إنه قبل هجمات 7 أكتوبر(تشرين الأول) لم يكن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يعتبر حماس هدفاً ذا أولوية وقد تغير ذلك على الفور بعد الهجمات على إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 مدني وجندي واحتجاز ما يزيد عن 250 رهينة.

تنسيق يومي

وتذكر الصحيفة، أن أفراد من قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي يعملون جنباً إلى جنب مع ضباط وكالة المخابرات المركزية في محطة الوكالة المشتركة داخل إسرائيل، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن أفراداً من وكالة الاستخبارات الدفاعية بدأوا الاجتماع مع نظرائهم في البلاد بشكل يومي.

وقال مسؤولون إن محللي المخابرات الإسرائيلية عثروا أيضاً على معلومات استخباراتية مفيدة بين الخوادم وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الوثائق التي تم العثور عليها من مخابئ حماس أو مراكز القيادة.

وأشاروا إلى أن المحللين الأمريكيين ساعدوا في التنقيب في هذه المصادر عن أدلة حول مكان وجود الرهائن. 

وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين إن دمج المعلومات التي تم الحصول عليها من السجلات الإلكترونية والمادية مع مصادر استخباراتية أخرى ساعد إسرائيل في تحديد موقع الرهائن خلال عمليتي الإنقاذ اللتين سبقتا العملية العسكرية.