وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
الإثنين 17 يونيو 2024 / 12:30

تقرير: الصين تبرز كوسيط رئيسي في الشرق الأوسط

رأى الزميل الزائر في جامعة جنوب ويلز أنانت ميشرا وأستاذ الأمن الدولي في جامعة مدينة دبلن كريستشن كونيرت أن الصين تعمل على تعزيز دورها بالوساطة في الشرق الأوسط، من أجل أن تقدم نفسها لاعباً بنّاء ومسؤولاً على الساحة العالمية.

تتمتع بكين بورقتين قويتين لتجقيق رؤيتها

وكتبا في "المعهد الأسترالي للسياسة الخارجية" أن بكين، وبعد وساطتها الناجحة سنة 2023 بين المملكة العربية السعودية وإيران لاستعادة علاقاتهما الدبلوماسية المتبادلة، استضافت قادة من الجماعتين الفلسطينيتين المتنافستين فتح وحماس لإجراء محادثات مصالحة في أبريل (نيسان) الماضي.

وبالرغم من أن المحادثات جرت خلف أبواب مغلقة، نجحت بكين في إقناع شخصيات رئيسية بالمجيء إلى الطاولة في محاولة لتوحيد القيادة الفلسطينية وتسوية الخلافات. 
وترأس الوفدين مسؤولان كبيران: عزام الأحمد عن فتح، وموسى أبو مرزوق عن حماس.

فرص

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن الاتفاق بين فتح وحماس لتوحيد الجهود والمصالحة السياسية قد فتح فرصاً للحوار المستقبلي. 

وأعرب متحدث آخر عن دعم بكين لتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية وهدفها تعزيز التضامن من خلال الحوار المستمر. 

وكان ترويج بكين لنفسها على أنها ساعية إلى تحقيق السلام الإقليمي دافعاً واضحاً لاستضافة الاجتماع. 

على سبيل المثال، ساهم تحركها في توجيه رسالة مفادها أن نفوذ الولايات المتحدة يتقلص.

 ولا شك في أن النجاح مع المملكة العربية السعودية وإيران شجع الصين على اتخاذ الخطوة.

ما تؤمن به الصين

وذكر الكاتبان أن خبيراً تابعاً لجامعة الصين للعلوم السياسية والقانون قال لهما إن الخبراء في الأوساط السياسية الصينية يؤمنون بقوة بضرورة تعزيز الجبهة الفلسطينية. وأضاف أنه لا يمكن لمحادثات السلام أن تمضي قدماً من دون تحقيق مقدار أكبر من الوحدة الفلسطينية. 

وقال الخبير نفسه إن اجتماع أبريل (نيسان) يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو اجتماع بين إسرائيل وفلسطين قد تعقده بكين هذه السنة. 

 وتمكنت الصين من السعي إلى تحقيق الوحدة بين الأطراف السياسية الفلسطينية لأنها تتمتع بعلاقات جيدة مع جميعها تقريباً. وتقوم رؤيتها على تأسيس دولة فلسطينية موحدة.

تحديات جدية

تحدث خبير في شؤون الشرق الأوسط تابع لمعهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية عن التحديات الجدية التي أمكن أن تكون بكين قد واجهتها خلال بذلها جهود للمصالحة بين حماس وفتح، وهي تحديات كان من الممكن أن تعرض الفرص المستقبلية للجمع بين الطرفين للخطر. 

وأشار خبير في جامعة كاليفورنيا ببيركلي في حديث للكاتبين إلى دعوات بكين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى ممارسة مقدار أكبر من ضبط النفس، كما عارضت بكين بشكل مباشر قرار واشنطن بتحريك قوات للدفاع عن إسرائيل. 

وربما تكون هذه التحركات من جانب واشنطن قد أثارت قلق حلفاء الصين الإقليميين وحثتهم على التوافق مع المبادرات الدبلوماسية الصينية بدلاً من المشاركة في تلك التي تقودها الولايات المتحدة.

ورقتان بين يديها... هل تستخدمهما؟

يرى الكاتبان أنه على مستوى تحقيق رؤيتها الأوسع لدولة فلسطينية مستقلة، تتمتع بكين بورقتين أخريين، إذ يبلغ حجم تجارتها الثنائية مع إسرائيل 22 مليار دولار سنوياً، لكن من السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كان بإمكان بكين استخدام هذا الأمر من أجل دفع تل أبيب إلى إنهاء الحرب. كما بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، تستطيع الصين أيضاً اقتراح قرارات لتعزيز حقوق الفلسطينيين.
وختم ميشرا وكونيرت كاتبين: "مع ذلك، في نهاية المطاف، ليس واضحاً ما إذا كانت بكين مستعدة لتخصيص الوقت والجهد اللازمين للتوسط في السلام في المنطقة".