(رويترز)
(رويترز)
الإثنين 17 يونيو 2024 / 12:13

مجاعة كارثية تهدد السودان.. الأسوأ منذ 40 عاماً

حذر مسؤولون أمريكيون من أن السودان يواجه مجاعة يمكن أن تصبح الأسوأ في العالم منذ إثيوبيا قبل 40 عاماً، حيث لا تزال القوات المتحاربة تمنع تسليم المساعدات، في وقت تستمر إمدادات الأسلحة إلى الجانبين.

على العالم أن يستيقظ على الكارثة التي تحدث أمام أعيننا

ومع تركيز قدر كبير من اهتمام العالم على غزة، التي أصبحت مسرحاً لمجاعة أخرى من صنع الإنسان، تقول صحيفة "غارديان" إن السودان أصبح بالفعل يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهو ينزلق نحو كارثة إنسانية ذات أبعاد تاريخية، وبتغطية إعلامية واهتمام عالمي أقل كثيراً. 

ولم يلق النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة من أجل البلاد استجابة واسعة، ولم يجمع إلا 16% من الأموال التي تحتاج إليها المنظمة الدولية.

وصرحت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام الصحفيين: "على العالم أن يستيقظ على الكارثة التي تحدث أمام أعيننا".

حصار الفاشر

وكانت تتحدث بينما تواجه الفاشر، عاصمة منطقة شمال دارفور والمركز الإنساني السابق، شهرها الثاني تحت الحصار. 

وتصاعدت حدة النزاع، المعروف إلى صراع أدى إلى تقسيم البلاد. 

وأدت الحرب الأهلية إلى مقتل 14 ألف شخص وأجبرت 10 ملايين على الفرار من منازلهم.

وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً صاغته المملكة المتحدة يوم الخميس، يطالب بإنهاء حصار الفاشر، لكن القتال تصاعد يوم الجمعة حيث زعمت القوات المسلحة السودانية أنها صدت هجوماً كبيراً لقوات الدعم السريع، وألحقت "خسائر فادحة".
ونبهت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور من خطر على الأشخاص الذين لجأوا إلى الفاشر إذا سقطت المدينة في أيدي قوات الدعم السريع.

مساعدات بقيمة 315 مليون دولار

وكانت واشنطن أعلنت الجمعة عن مساعدات إنسانية أمريكية جديدة للسودان بقيمة 315 مليون دولار، لكنها قالت إن المساعدات لا تصل إلى السكان المنعزلين إلا نادراً. وقد اتُهم الجانبان باستخدام السيطرة على الوصول إلى الغذاء كسلاح.

معبر  من تشاد

وعرضت القوات المسلحة السودانية  فتح نقطة وصول أخرى من تشاد لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه معوق بالفعل وغير ملائم لاحتياجات السكان وسيصبح غير قابل للعبور مع موسم الأمطار القادم.
ولفتت باور إلى أن "الرسالة الواضحة حقاً هنا هي أن العرقلة، وليس عدم كفاية مخزونات الغذاء، هي القوة الدافعة وراء مستويات المجاعة التاريخية والمميتة في السودان".
وأضافت أن البيانات الحالية تشير إلى أن الأزمة "تشبه (وربما أسوأ)  المجاعة التي حدثت في الصومال عام 2011 والتي أودت بحياة ربع مليون شخص".
وأضافت: "أود أن أضيف أن السيناريو الأكثر إثارة للقلق هو أن السودان سوف يصبح المجاعة الأكثر دموية منذ إثيوبيا في أوائل الثمانينات".
وأودت المجاعة الإثيوبية بحياة مليون شخص بين عامي 1983 و1985، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. 

وقالت توماس غرينفيلد إنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن تصبح المجاعة في السودان أكثر فتكاً.

وأضافت: "رأينا توقعات الوفيات التي تقدر أن ما يزيد عن 2.5 مليون شخص، أي حوالي 15٪ من السكان في دارفور وكردفان - المناطق الأكثر تضرراً - يمكن أن يموتوا بحلول نهاية سبتمبر (أيلول)".