الحدود الإسرائيلية اللبنانية (أرشيف)
الحدود الإسرائيلية اللبنانية (أرشيف)
الأربعاء 19 يونيو 2024 / 16:02

هل اقتربت الحرب الشاملة بين إسرائيل و"حزب الله"؟

ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أنه منذ بداية حرب غزة قبل 8 أشهر، يتبادل تنظيم حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي الهجمات وسط تساؤلات عما إذا كانت الحملة ستتحول إلى حرباً شاملة، مشيرة إلى أن إسرائيل أضاعت فرصة في بداية الحرب، وبعد ذلك ظل الوضع يتأرجح بين حرب واتفاق.

 وقالت القناة إن منطقة الجليل بأكملها مشتعلة، وفي الوقت نفسه قضى الجيش الإسرائيلي على اثنين من كبار قادة حزب الله، موضحة أن الشمال لم يكن بمثل هذا القدر من التعقيد من قبل. ونقلت عن بعض المحللين السياسيين محاولات فهم ما يريده الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، ومدى استعداد الطرفان للمواجهة، وخصوصاً أن الساعة الرملية على وشك الانتهاء. 

فرصة لن تعود

وقالت القناة، إنه من أجل فهم الأمور بشكل أفضل يجب العودة حوالي 8 أشهر إلى الوراء، وتحديداً  إلى 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد أربعة أيام فقط من الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، حيث أتيحت لإسرائيل فرصة لمرة واحدة للقيام بعمل وقائي على الحدود الشمالية، والذي كان من الممكن أن يقلب المعادلة. 

وكشفت أن المؤسسة الأمنية أيدت برمتها الموافقة على عملية ضد حزب الله، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قرر عرقلة تلك العملية.

انتصار السنوار

ونقلت عن مدير معهد دراسات الأمن القومي اللواء تامير هيمان تقييمه بأنه لو شنت إسرائيل عملية عسكرية ضد حزب الله، لكان يحيى السنوار زعيم حماس في غزة اعتبر ذلك انتصاراً كاملاً له، وقال البروفيسور إيال زيسر، المستشرق والباحث في شؤون لبنان وسوريا، ونائب رئيس جامعة تل أبيب، إن "حزب الله ليس مستعداً للانتحار من أجل حماس، وهذا واضح"، مشيراً إلى أن كلا الجانبين ليسا معجبين بالفكرة. 

تآكل الردع الإسرائيلي

وتقول القناة إن الوقت ينفد، والخوف يتسلل إلى الإسرائيليين. 

ونقلت عن موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي ميتا آشر وصفه للأمر قائلاً: "يعيش ما يقرب من 250 ألف شخص قرب خط الصراع، الذي يبلغ طوله 9 كيلومترات، والأطفال يبللون فراشهم بسبب الخوف من إطلاق النار".
ووفقاً للقناة، فإن تآكل الردع بدأ حتى قبل 7 أكتوبر بشكل تدريجي، حيث جاء مسلحون من لبنان وزرعوا قنبلة عند تقاطع مجيدو في أبريل (نيسان) 2024، كما أطلقت حماس من لبنان 36 صاروخاً خلال عيد الفصح، فيما نفذ حزب الله محاكاة للتسلل وعمليات خطف أمام أعين الجيش الإسرائيلي.

إنجازات الطرفين

وأضافت القناة أن إسرائيل تسببت بأضرار جسيمة لحزب الله، وآخرها عملية الاغتيال الأخيرة لمسؤول كبير في التنظيم الأسبوع الماضي، إلا أن حزب الله لديه إنجازات أيضاً من وجهة نظره، مثل الاستنزاف على طول الحدود الشمالية لإسرائيل وإلحاق أضرار بالقواعد الإسرائيلية، وإسقاط الطائرات المسيرة التابعة لإسرائيل، وحرق مناطق بأكملها، وإلحاق أضرار بالمنازل وإجلاء السكان.
وعلى العكس، يرى البرفيسور زيسر أن حزب الله لم يحقق أربحاً كبيرة، لا في الداخل اللبناني ولا على المستوى الإقليمي من هذه المناوشات، ولكنه عالق في واقع يجبره على مواصلة القتال، وحتى لا يُنظر إليه كشخص تخلى عن قطاع غزة. 

فقدان الشرعية

ووفقاً للقناة، في الأيام الأخيرة، تتزايد التلميحات حول مبادرة إسرائيلية قريباً جداً، وتهدف إلى تغيير الواقع الأمني ​​في الشمال، ونقلت عن كبيرة الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أورنا مزراحي، أنه "من أجل إزالة تهديد حزب الله، هناك حاجة إلى حملة واسعة وطويلة, حزب الله يمثل تهديداً أكبر، والحرب ضده ستكون أكثر تعقيداً بكثير مع عواقب أكثر خطورة على الجبهة الداخلية".
في المقابل، أكد اللواء تامير هيمان، أن "ساعة شرعيتنا قد نفدت بشكل شبه كامل، وإسرائيل تكاد تقترب من العزلة السياسية واحتمال حصولنا على دعم سياسي لشن حملة واسعة محدود للغاية".