الجمعة 28 يونيو 2024 / 08:55

الإمارات تدعو إلى نهج شامل لحماية الأطفال من النزاعات المسلحة

دعت دولة الإمارات إلى ضرورة اتباع نهج شامل لحماية الأطفال من النزاعات المسلحة، لا سيما مع تزايد الانتهاكات المرتكبة بحق الأطفال بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، في ظل التصعيد العالمي للنزاعات المسلحة.

وطالبت الإمارات خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن اليوم الجمعة، بشأن حماية الأطفال في النزاع المسلح، بضمان صول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وخاصة الأطفال والحرص على تعليمهم حتى أثناء النزاعات.

وقالت غسق شاهين، نائب المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة: "في عالم بلغت فيه النزاعات المسلحة ذروتها منذ الحرب العالمية الثانية، يعد الأطفال من الأكثر عرضة لمخاطر الحروب. فوفقاً لتقرير الأمين العام، ارتفع معدل الانتهاكات المرتكبة بحق الأطفال بنسبة كبيرة خلال العام الماضي، بما يشمل العنف الجنسي وعمليات تجنيد الأطفال وقتلهم وتشويههم".

تدابير حماية الأطفال 

وأضافت "هذه الأوضاع تقتضي من المجتمع الدولي أن يُجدد مطالبه بأن تمتثل جميع الأطراف للقانون الدولي، بما يشمل القانون الدولي الإنساني، وأن تتوقف عن انتهاكاتها. وندعو أيضاً جميع الأطراف المدرجة حديثاً في مرفقات تقرير الأمين العام بشأن الأطفال والنزاع المسلح للعمل مع الممثلة الخاصة عن كثب، من أجل وضع التدابير المناسبة لحماية الأطفال".


وأكدت غسق شاهين، نائب المندوب الدائم أنه لا يجب القبول بفرض الأطراف المتنازعة واقعاً تُمنع فيه المساعدات الإنسانية من الوصول للمحتاجين وخاصة الأطفال، فهذه المسألة ملحة في ظل تعرض الأطفال لسوء التغذية والمجاعة.

آليات تدفق المساعدات 

وأضافت "لقد دعا المجتمع الدولي مراراً للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق، بما في ذلك من خلال قرارات مجلس الأمن، ولكن لم يتم حتى الآن تلبية هذه المطالب. ومن المهم إدراك أنه لا يوجد نهجٌ واحد يناسب جميع حالات النزاع لضمان وصول المساعدات، مما يتطلب من هذا المجلس توظيف مختلف الأدوات المتاحة تحت تصرفه، بما يشمل وضع آليات لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، ولتيسير وتتبع عمليات توصيلها على نطاق واسع والتحقق منها، مثل الآلية التي أنشئت بموجب القرار ألفين وسبعمئة وعشرين".

وقالت شاهين: "يجب أن يكون نهجنا في حماية الأطفال من النزاعات المسلحة شاملاً، يرتكز في جوهره على الوقاية، ويتيح مشاركة جميع الجهات الفاعلة. ويشمل هذا بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة والتي يجب تصميمها على نحوٍ يراعي الحاجة لحماية الأطفال، مثل وضع مستشارين مختصين بحماية الأطفال، والمساهمة في بناء قدرات المؤسسات الوطنية والمجتمعات المحلية، في معالجة ومنع الانتهاكات الستة الجسيمة، لتكون مؤهلة لمواجهة هذه التحديات بعد انسحاب بعثات السلام".

حق التعليم 

ولفتت إلى  وجوب ضمان حصول الأطفال، سواء الفتيات أو الفتيان، على حقهم في الحصول على تعليم متساوٍ وذي جودة حتى خلال النزاعات.

وقالت نائب المندوب الدائم: "كما ذكرنا في اجتماعات سابقة، يجب الاستفادة من التكنولوجيا لتيسير الحصول على التعليم بشكل آمن ودون انقطاع، بما في ذلك عبر دعم وتمويل مبادرات التعليم الرقمي وتوفير الأدوات اللازمة للهيئات التعليمية والتلاميذ، ولكن هذا لا يعني استبدال المدارس التي يجب أن تحظى بالحماية".

أطفال غزة

وتطرقت شاهين لأوضاع الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب الراهنة على قطاع غزة، وقالت: "أوضاع الأطفال في غزة أصبحت كما وصفها الأمين العام – مقبرة للأطفال، فيما تقدّر منظمة “إنقاذ الطفل” أن ما يصل إلى واحد وعشرين ألف طفل باتوا مفقودين خلال هذه الحرب. وهذا فضلاً عن الصدمات النفسية الهائلة التي يتعرض لها الأطفال والتي سترافقهم طوال حياتهم، خاصة من فقدوا عائلاتهم أو بُترَت أطرافهم بسبب القصف والعنف. إن التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يعد حاجة ملحة في غزة وفي جميع مناطق النزاعات".
وأكدت ختاماً التزام دولة الإمارات الراسخ بحماية الأطفال في حالات النزاع المسلح، بما يتماشى مع القانون الدولي والأطر التي حددها  المجلس، ومن خلال التعاون مع الشركاء الدوليين.