الهجوم الإسرائيلي على الحديدة (رويترز)
الهجوم الإسرائيلي على الحديدة (رويترز)
الأحد 21 يوليو 2024 / 18:18

ما هي رسائل الهجوم الإسرائيلي على اليمن؟

رأت الكاتبة، مورييل آي لوتان، وهي خبيرة في الأمن الدولي، أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية النفطية في اليمن، هي نموذج مصغر لسرد استراتيجي أكبر.

وأضافت في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست"، أن الهجوم الإسرائيلي يشكل تحذيراً استراتيجياً لإيران، وأكثر من مجرد ضربة تكتيكية في الصراع المعقد الذي تخوضه إسرائيل، ولكنه يبعث برسالة لا لبس فيها إلى إيران، مفادها أن إسرائيل قادرة على تعطيل شريان الطاقة في الشرق الأوسط، وسوف تفعل ذلك.

 

 


أهمية الطاقة

وأشارت إلى أن الطاقة عنصر حاسم في الأمن الوطني والإقليمي، ولذلك استهدفت إسرائيل أصول الطاقة الأساسية للتأكيد على ضعف القدرات الاقتصادية والعسكرية لخصومها، والتي تعتمد بشكل كبير على إمدادات الطاقة المستقرة.


جزيرة خارج

وأضافت أن منشأة النفط اليمنية، على الرغم من أهميتها، لم تكن الهدف الرئيسي للحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية، ولكنه توضيح لما يمكن فعله على نطاق أوسع، وإشارة إلى الضعف المحتمل للبنية التحتية النفطية الحيوية في إيران، وخصوصاً في جزيرة "خرج" الواقعة في الخليج العربي، والتي تعد محطة تصدير النفط الرئيسية في إيران، وتتعامل مع معظم صادرات البلاد من النفط الخام.
ووصفت هذا المرفق بأنه ليس مجرد أصل اقتصادي، بل هو عقدة مهمة في النفوذ الجيوسياسي الإيراني وقدرته على تمويل الأنشطة الإقليمية والوكلاء، ومن خلال استعراض قدرتها على ضرب أهداف مماثلة في اليمن، فإن إسرائيل تُنبه إيران فعلياً إلى أن جزيرة خرج وغيرها من البنى التحتية الحيوية قد تكون هي الأهداف التالية.

 

 


رسائل ردع

وقالت إن هذه العملية تتماشى مع مذاهب إسرائيل الاستراتيجية الأوسع المتمثلة في الردع والاستباق، لافتة إلى أن إسرائيل كانت تدرك منذ فترة طويلة التهديدات المتعددة الأوجه التي تشكلها إيران، مثل دعم الجماعات المسلحة والطموحات النووية، مستطردة: "من خلال استهداف البنية التحتية النفطية اليمنية الحيوية، تُظهر إسرائيل استعدادها للانخراط في حرب غير تقليدية وغير متكافئة، مما يؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد والموارد الاقتصادية التي تغذي الأنشطة العدائية".


إظهار القوة

علاوة على ذلك، يسلط الهجوم الضوء على القدرات العملياتية والقدرات الاستخباراتية لإسرائيل، فاليمن ليس دولة مجاورة، واللوجستيات لمثل هذه الضربة معقدة، ورأت الكاتبة أنه من خلال تنفيذ هذه العملية بنجاح، تؤكد إسرائيل قدرتها على إبراز القوة في جميع أنحاء المنطقة، وتعزيز موقفها الاستراتيجي وردع الخصوم، من خلال العمل الواضح بدلاً من مجرد الحديث".

 

 


عواقب عميقة على المنطقة

واعتبرت الكاتبة، أن هذه الخطوة تُذكِّر المجتمع الدولي بالتداعيات الأوسع نطاقاً لعدم الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطا وثيقاً بالتدفق المستمر للنفط من الشرق الأوسط، وأن أي اضطراب كبير، خصوصاً فيما يتعلق بمحطات التصدير الرئيسية مثل جزيرة خرج، من شأنه أن يخلف عواقب اقتصادية عميقة في جميع أنحاء العالم، ومن خلال توضيح احتمال حدوث مثل هذه الاضطرابات، تحث إسرائيل ضمنياً القوى العالمية على أخذ التهديد الإيراني على محمل الجد ودعم الجهود الرامية إلى كبح أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار.
وتابعت: "بالتالي فإن استهداف البنية التحتية النفطية في اليمن هو نموذج مصغر لسرد استراتيجي أكبر، وهذا مؤشر واضح على أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية مصالحها الأمنية الوطنية وضمان استقرار المنطقة، ومن خلال ربط هذا العمل بنقطة الضعف التي تعاني منها جزيرة خرج، فإن إسرائيل ترسل تحذيراً قوياً إقليمياً ودولياً".


رسائل ضرورية

وتشير الكاتبة إلى أنه في عالم الجغرافيا السياسية المتقلب والمترابط في الشرق الأوسط، تشكل مثل هذه الرسائل ضرورة أساسية، ولا تخدم ردع الخصوم فحسب، بل تعمل أيضاً على تحفيز الحلفاء والجهات الفاعلة المحايدة للاعتراف بالتهديدات الحقيقية ومعالجتها.