الهجوم الإسرائيلي على الحديدة. (رويترز)
الهجوم الإسرائيلي على الحديدة. (رويترز)
الإثنين 22 يوليو 2024 / 16:53

كيف تقرأ إسرائيل نتائج الهجوم على اليمن؟

تناولت القناة الـ12 الإسرائيلية، نتائج الهجوم الذي شنته إسرائيل على اليمن، يوم السبت الماضي، معتبرة إياه خطوة لتعزيز الردع الإسرائيلي والاستخدام الصحيح للقوات الجوية، والذي جاء بعد أن تسبب الحوثيون في وقف الشحن إلى إسرائيل في البحر الأحمر وإغلاق ميناء إيلات بسبب الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتم إرسالها نحو إسرائيل منذ تسعة أشهر.

 وقالت الـ12 الإسرائيلية، إن إسرائيل اختارت عدم الرد على هجمات الحوثيين في الماضي لثلاثة أسباب، أولها أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أنشأت تحالفاً لمهاجمة الأهداف العسكرية في اليمن، وثانيا، النجاح في اعتراض معظم عمليات إطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وثالثاً، القتال في غزة وشمال البلاد، أكثر إلحاحاً وأهمية، فلذلك من الصواب عدم تشتيت القوات والأسلحة في جبهات أخرى، ولكن بعد مقتل مدني إسرائيلي للمرة الأولى، رأت إسرائيل أن الوقت قد حان للرد، ورصدت القناة 7 رؤى مهمة بعد تنفيذ ذلك الهجوم. 

 استعادة وتعزيز الردع

رأت القناة أن الهجوم الإسرائيلي بمثابة خطوة أخرى لاستعادة وتعزيز الردع الذي انهار ضد حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، موضحة أن انضمام حزب الله والميليشيات في العراق، والحوثيين في اليمن إلى الحرب، والهجوم الإيراني المباشر في أبريل (نيسان) رداً على اغتيال الجنرال الإيراني، محمد رضا زاهدي، في دمشق، أظهر أن الردع قد تعرض للخطر .
وأشارت إلى أن صور النيران والدخان الهجوم على ميناء الحديدة شوهدت في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما يوضح قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على الوصول إلى مدى بعيد واستهداف البنية التحتية الوطنية لأي دولة معادية، موضحة أن مثل هذه البنية الأساسية موجودة أيضاً في لبنان وإيران.

ذراع إسرائيلية طويلة

ورأت القناة أن الهجوم أظهر فاعلية سلاح الجو الإسرائيلي الذي عملت إسرائيل على بنائه لعقود من الزمن، بهدف توفير قدرة تشغيلية واستراتيجية قوية، تسمح بالوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط، فضلاً عن منع أي أضرار في العمق الإسرائيلي.

الصراع مع الحوثيين

كما أظهر الهجوم أن الصراع مع الحوثيين أوسع من مجرد تبادل للضربات بين إسرائيل واليمن، فهناك صراعان كبيران في الخلفية، الصراع العالمي بين القوى العظمى، والصراع الإقليمي بين المحور الإيراني ومعارضيه في المنطقة.
وأوضحت القناة أن الحوثيين لم يلحقوا الضرر بإسرائيل فقط، ولكنهم تسببوا بأضرار جسيمة للاقتصاد العالمي، وأغلقوا طريق شحن مهماً إلى أوروبا من الشرق، وأغرقوا السفن بشكل عشوائي، وهي الأمور التي تسببت بأضرار بالغة للموانئ. 

إشارة إسرائيلية

واعتبرت القناة ذلك الهجوم إشارة للمحور المناهض لإيران في المنطقة، لما تستطيع إسرائيل تقديمه في مواجهة الهجمات الحوثية والإيرانية، موضحة أن الحوثيين يتلقون التمويل والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا من إيران.

خامساً، أشارت القناة إلى أن الهجوم أظهر ضعف الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم هددوا برد قاس، إلا أن قدرتهم محدودة بعد أن أطلقوا نحو إسرائيل جزءاً كبيراً من مخزونهم من الصواريخ والطائرات بدون طيار.

ضرورة الاستعداد

ورأت القناة أنه يجب التحضير لرد آخر بعيداً عن البحر الأحمر، حيث يجب الاستعداد لتصعيد من قبل عامل آخر في المحور الإيراني، وهو "حزب الله"، على الرغم من أن هذا الاحتمال ضعيف لأن التنظيم تجنب توسيع الحملة لعدة أشهر، مستطردة: "مع ذلك، حتى عندما يكون الاحتمال منخفضاً، فمن المهم الاستعداد استخباراتياً وعملياً لرد محوري". 

المفتاح في قطاع غزة

وسابعاً، قالت القناة إن المفتاح لا يزال في غزة وصفقة الرهائن، لأن الهجوم في اليمن، على الرغم من نجاحه، لا يشكل تغييراً جوهرياً في الحرب متعددة الساحات التي انخرطت فيها إسرائيلة لمدة 9 أشهر ونصف.