الهجوم الإيراني على إسرائيل. (أرشيف)
الهجوم الإيراني على إسرائيل. (أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2024 / 16:38

تل أبيب على مفترق طرق.. هل غيّرت استراتيجيتها حيال طهران؟

قال الكاتب الإسرائيلي شاؤول بارتال إن إسرائيل عند مفترق طرق، متسائلاً: "هل ستستمر في تدمير القدرات العسكرية لحركتي حماس والجهاد، حتى مع الثمن الباهظ المُحتمل والذي سيكون بمثابة الإعدام للرهائن الإسرائيليين، أم حان الوقت للرد المباشر على إيران نفسها؟"

 وذكر في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، بنقل الجنرال الإيراني، غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي في الحرس الثوري الإيراني، تصريحات لقائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، قال فيها: "لقد جمعت لكم ستة جيوش خارج الأراضي الإيرانية، تبدأ من الحدود الإيرانية، وتصل إلى شواطئ البحر المتوسط، وتتمركز  في مساحة تصل إلى أكثر من 1500 كيلومتر".
 ووفقاً لما قاله رشيد، فإن هذه المقولة تشير إلى تنظيم حزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد في فلسطين، وللميليشيات في سوريا والعراق، والحوثيين في اليمن

المفهوم الإيراني

وأوضح الكاتب أن المفهوم الإيراني فيما يتعلق بتلك الجماعات يعتمد على خلق الردع، وهو الأمر الذي يغضب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتزايد قوة إيران الإقليمية بسبب عنصرين، الأول يتمثل في قوة مسلحة جبارة جاهزة للمعركة ومستعدة للدفاع من داخل الأراضي الإيرانية ضد أي غاز أجنبي، والثانية قوة إقليمية خارج الأراضي الإيرانية، مستطرداً: "هذا هو مفهوم الأمن الإيراني باختصار".

توازن الردع

وأشار الكاتب إلى أن حرب غزة دليل على الاستراتيجية الإيرانية، التي اندلعت بسبب مصلحتين إيرانيتين رئيسيتين، الأولى هي عرقلة تحسين العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة والذي يؤدي إلى عزلة إيران، أما المصلحة الثانية تتمثل في رغبة إيران في تعزيز تطوير أسلحتها النووية، موضحاً أن إيران نجحت في خلق توازن في الردع بينها وبين إسرائيل والولايات المتحدة من خلال استخدام مبعوثيها في المنطقة (حماس، والجهاد، وحزب الله، والحوثيين، وغيرهم).
وعلق الكاتب: "هذه هي الطريقة التي تدير بها إيران مبعوثيها الذين لا يخضعون بشكل مباشر لقواعد القانون الإنساني الدولي أو المعاهدات الدولية الأخرى، وبذلك لا تدفع إيران بشكل مباشر ثمن الحرب، وتظل عضواً في مختلف مؤتمرات الأمم المتحدة التي تتناول حقوق الإنسان". 

حرب متعددة الساحات

وقال بارتال إن إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، انخرطت في حرب متعددة الساحات ضد مبعوثي إيران، بالإضافة إلى هجوم مباشر من طهران نفسها بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ، وكان النهج الإسرائيلي هو التركيز على التنظيمات التابعة لها بشكل مباشر وتجنب الهجوم المباشر عليها "إلا في حالات استثنائية"، مستطرداً: "كانت استراتيجية إسرائيل تهدف إلى إزالة وتدمير جيوش حماس والجهاد ومنع غزة من الاستمرار في كونها جزءاً من حلقة النار الإيرانية".

قرار بشأن إيران

واعتبر الكاتب أن إسرائيل على مفترق طرق، متسائلاً: "هل ستستمر في تدمير القدرات العسكرية لحماس والجهاد حتى مع الثمن الباهظ المُحتمل المتمثل في الحكم بالإعدام على الرهائن؟ أم أنها ستستسلم لمطالب حركة حماس وتوافق على وقف إطلاق النار، وإطلاق  آلاف الأسرى الفلسطينيين وتسمح لحماس بتجديد قوتها في غزة. 

وأضاف بارتال أنه في الوقت الذي تمارس إسرائيل ضغوطاً عسكرية على حماس، فإن إيران تمارس ضعوطاً عسكرية على إسرائيل باستخدام استراتيجية الهجمات متعددة الساحات من لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهو الثمن الذي دفعته إسرائيل وما زالت تدفعه في الحرب الإقليمية التي شنتها إيران ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من خلال وكلائها، مشيراً إلى أن إسرائيل فقدت حتى الآن أكثر من 1500 شخص وتم إجلاء الآلاف من الأشخاص في الشمال والجنوب، مستطرداً: "مع ذلك، يجب على إسرائيل أن تفوز بهذه الحرب لضمان بقائها على المدى الطويل في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن إسرائيل في هذه الأثناء تفضل مهاجمة المبعوث بدلاً من مهاجمة المرسل، واختتم مقاله متسائلاً: "ألم يحن الوقت للنظر في الرد المباشر على إيران؟".