المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الجمعة 9 أغسطس 2024 / 14:35

أسباب قوية تدفع إيران إلى تخفيف ردها ضد إسرائيل

لا يزال مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، يثير ضجة في العالم، حيث خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرشد الأعلى في إيراني، علي خامنئي، وطالب برد منضبط ضد إسرائيل.

وذكرت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، أنه منذ اغتيال هنية قبل نحو أسبوع في طهران، يحاول كبار المسؤولين في العالم التأثير على إيران لتخفيف رد فعلها ضد إسرائيل في محاولة لمنع حرب شاملة، وكانت روسيا آخر دولة دخلت هذا الاتجاه بعد حديث بوتين مع خامنئي.


بوتين والمرشد 

وأفادت وكالة رويترز للأنباء، أن الرئيس الروسي توجه إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مطالباً برد منضبط ضد إسرائيل، وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن روسيا بدأت بتزويد إيران ببطاريات دفاع جوي وأنظمة رادار، مشيرة إلى أن هناك تقديرات بأن طهران تعيد النظر في ردها على عملية الاغتيال.
ووفقاً لغلوبس، حدثت هذه التطورات بعد أن أرسل بوتين أمين مجلس الأمن القومي الروسي وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو إلى طهران في الأيام الأخيرة،  حيث التقى  الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وقائد الحرس الثوري محمد باقري، ومع نظيره علي أكبر أحمديان الذي تم تعيينه قبل نحو شهرين، والذي يعتبر من أكثر الشخصيات التي أثرت في النظرية القتالية الحالية للحرس الثوري.
ويوضح نائب رئيس مركز القدس للشؤون العامة والعضو السابق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أفيرام بلئيش، أن الروس يستخدمون معدات وموارد عسكرية من إيران، وبالتالي يهتمون بمصالح موسكو ويخشون إلحاق الضرر بالنظام الإيراني، ولذلك هناك رغبة روسية في خفض النيران ومنع إلحاق الضرر بالأهداف المدنية الإسرائيلية.
وفي ظل التطورات الأخيرة، قامت "غلوبس" بتسليط الضوء على خريطة مصالح العلاقة بين موسكو وطهران من خلال 3 مجالات رئيسية، استيراد وتصدير الأسلحة، والتجارة بين إيران وروسيا والتعاون في مجال الأسلحة النووية، والممرات القارية.


أسلحة

وتقول الصحيفة الإسرائيلية، إنه قبل وقت طويل من عملية "السيوف الحديدية"، أصبحت إيران مورداً مهماً للطائرات بدون طيار لروسيا، والتي وجدت نفسها فجأة في ميدان الحرب, وقبل حوالي عامين، طورت طهران علاقاتها مع موسكو، حيث نقلت خطوط إنتاج إلى روسيا، بالإضافة إلى أنه تم إطلاق أسماء روسية على الطائرات المسيرة الإيرانية المُطورة.
وأوضحت غلوبس، أن الأمور تغيرت الآن، لأنه في ظل خوف إيران من إسرائيل، أصبح لدى النظام الإيراني أسلحة روسي الصنع، وخصوصاً طائرات سوخوي 35، وهي بالغة الأهمية للقوات الجوية الإيرانية التي تستخدم طائرات مقاتلة قديمة جداً مقارنة بالطائرات التي تمتلكها إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، في ظل هذا الخوف، هناك اهتمام من الجانب الإيراني منذ فترة طويلة بأنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة، إس 400، وفي مارس (أذار) الماضي، زار وفد مكون من 17 مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى مصنعاً لإنتاج هذه البطاريات في روسيا.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن أحدث المعلومات تشير إلى أن إيران حالياً لا تزال تعتمد إلى حد كبير على نفسها في الدفاع الجوي، وورد قبل أيام قليلة أنها نشرت أنظمة دفاع جوي جديدة من إنتاج محلي في قلب البلاد في طهران.


علاقات تجارية

ووفقاً للصحيفة، في السنوات الأخيرة، تعززت العلاقات التجارية بين روسيا وإيران، حيث ارتفع حجم التجارة بينهما بنسبة 20% إلى 4.9 مليار دولار في عام 2022، وفي العام الماضي، أصبح ثاني أكبر بنك في روسيا، VTB، أول من افتتح فرعاً في طهران، كما توصل البلدان إلى حل مشترك لانفصالهما عن نظام التسوية العالمي "سويفت"، حيث قاما بربط نظام SEPAM الإيراني بالنظام المالي للبنك المركزي الروسي، وهو نظام موازٍ لنظام سويفت.
ورغم كل الإجراءات المشتركة، فقد شهد العام الماضي فعلياً انخفاضاً في حجم التجارة بين البلدين بنسبة 17% إلى نحو 4 مليارات دولار، ولا يشمل هذا المبلغ التجارة الدفاعية، لكنه يظهر أن الصادرات الإيرانية إلى روسيا ارتفعت بنحو 16% إلى نحو 1.3 مليار دولار، في حين انخفضت الواردات الإيرانية من روسيا بنسبة 27% إلى 2.7 مليار دولار.
ووفقاً للصحيفة، 81% من واردات النظام الإيراني من روسيا تشمل مواد غذائية ومنتجات زراعية لعدة سنوات، ويشكل القمح حصة كبيرة منها، موضحة أن الانخفاض الذي شهدته الواردات الإيرانية من روسيا لم يتأثر بحقيقة أن طهران وجدت مصادر أخرى للقمح أو بالقضايا الأمنية، ولكنه ينبع من ظاهرة الاحتباس الحراري التي أعطت إشاراتها بقوة أكبر في عام 2023، مما تسبب في عدم استقرار هطول الأمطار في آسيا الوسطى، وأثر على الإنتاج في روسيا.


الممرات القارية

ومن المجالات المثيرة للاهتمام التي تتعاون فيها روسيا مع إيران منذ عامين هي الممرات القارية، مثل ممر INTSTC في إيران، ويتضمن مشروعاً يبلغ طوله 7200 كيلومتر لنقل البضائع بالسكك الحديدية والسفن، والنتيجة هي أنه في الربع الأول قفز حجم التبادل التجاري بنسبة 48% مقارنة بالعام الماضي، كما وصل حجم التبادل التجاري بين موسكو والهند إلى مستوى قياسي بلغ 17.5 مليار دولار.