رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار
الثلاثاء 13 أغسطس 2024 / 12:08

كيف يؤثر تعيين السنوار على استراتيجيات حماس؟

يثير صعود يحيى السنوار إلى قمة السلطة في حماس أسئلة بالغة الأهمية بشأن استراتيجيات الحركة في صراعها المستمر مع إسرائيل، وانخراطها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، وعلاقاتها مع القوى الأجنبية.

من المتوقع أن تؤثر قيادة السنوار على علاقات حماس مع الفصائل الفلسطينية الأخرى

وفي هذا الإطار، قال عبدالحليم عبدالرحمن، كاتب وصحافي مستقل فلسطيني أمريكي من ولاية ميتشيغان، وورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "غلف ستيت أناليتكس" الاستشارية للمخاطر الجيوسياسية، ومقرها واشنطن العاصمة، في مقال مشترك بموقع "رسبونسيبل ستيتكرافت" الأمريكي: يمثل تعيين يحيى السنوار تحولاً كبيراً في ديناميكيات قيادة حماس. فعلى النقيض من سلفه إسماعيل هنية، الذي كان يقيم في قطر والمعروف ببراعته الدبلوماسية، يتميز السنوار بالتشدد والحضور الطاغي في غزة.

ويؤكد تاريخ السنوار كقائد عسكري وزعيم للمكتب السياسي منذ إطلاق سراحه من الاعتقال الإسرائيلي في عام 2011 التزامه بنهج أكثر مواجهة ضد إسرائيل. 

وأضاف الكاتبان: إن نمط القيادة المختلف لهنية والسنوار يؤكد الانقسام الداخلي في جماعة حماس. فقد دعا هنية، الذي كان يُعدُّ صوتاً معتدلاً، إلى الحوار والتسوية عند الضرورة.

وعلى النقيض من ذلك، يشير موقف السنوار المتشدد وارتباطاته العميقة بالعمليات العسكرية في غزة إلى تحول محتمل نحو موقف أكثر عدوانية.

ومن هنا يتوقع الخبراء أن يوجه السنوار حماس نحو مواقف أكثر تشدداً، مما يعقد الجهود المبذولة للمفاوضات السلمية مع إسرائيل.

نهج حماس تجاه الوحدة الفلسطينية

وتابع الكاتبان "إن التغيير القيادي داخل حماس له أيضاً آثار كبيرة على علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، وخاصة فتح. واتخذ هنية قبل اغتياله خطوات لتعزيز الوحدة بين الجماعات الفلسطينية ووقع على إعلان المصالحة في بكين بهدف إنهاء الانقسامات وتعزيز التماسك الفلسطيني، بينما قد تشكل قيادة السنوار تحديات لهذه الجهود".
في حين يزعم بعض المحللين أن صعود السنوار قد لا يغير بشكل جذري نهج حماس في محادثات المصالحة، يعتقد آخرون أن تشككه تجاه التنازلات لفتح قد يعيق تقدمها.

ويؤكد خالد الجندي، المحلل البارز من معهد الشرق الأوسط، أن قيادة السنوار تعقد احتمالات المصالحة الوطنية الصعبة بالفعل.

كما يشير إلى أن اغتيال إسرائيل لهنية ربما كان مدفوعاً، جزئياً، برغبة في تقويض الوحدة الفلسطينية المحتملة.

العلاقات الخارجية والدعم الخارجي

وكانت العلاقات الخارجية لحماس موضوعاً للنقاش الداخلي لفترة طويلة، ويمكن لقيادة السنوار أن تؤثر على تحالفات الجماعة مع القوى الأجنبية.

ودعا السنوار إلى الحفاظ على علاقات قوية مع إيران وسوريا وحزب الله، وعلى النقيض من ذلك، يدفع بعض القادة داخل حماس، مثل خالد مشعل، نحو علاقات أوثق مع تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، سعياً إلى تحقيق التوازن بين الالتزامات الأيديولوجية والاعتبارات البراغماتية. 

ويؤكد نهج السنوار البراغماتي أهمية المصالح العملية على العوامل الأيديولوجية في تشكيل العلاقات الخارجية لحماس.

وهو يهدف إلى تعزيز العلاقات مع أي كيان راغب في دعم حماس، مع التركيز على بناء تحالفات تعزز أهداف الجماعة.

ورغم احتجازه في غزة، فإن نفوذ السنوار لا يزال كبيراً، رغم أن القيادة خارج غزة، بما في ذلك شخصيات مثل مشعل، لا تزال تلعب دوراً حاسماً في التعاملات الدولية.

استراتيجية إسرائيل وتداعياتها الإقليمية

وأوضح الكاتبان أن قرار إسرائيل باغتيال هنية، وهو شخصية يُنظر إليها على أنها معتدلة داخل حماس، يعكس حساباً استراتيجياً لتقديم حماس أمام العالم كعقبة رئيسية أمام السلام. وإن السرد يتماشى مع وجهات نظر العديد من المشرعين وخبراء السياسة الخارجية في واشنطن، الذين ينظرون إلى حماس باعتبارها عائقاً مركزياً للاستقرار الإقليمي.

ومع ذلك، من المتوقع أن تعمل قيادة السنوار على تكثيف الصراع، مع تحول جهود حماس نحو المقاومة المسلحة.

ولفت الكاتبان النظر إلى أن التغيير القيادي داخل حماس يؤكد تعقيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتداعياته الإقليمية الأوسع.

ومن المرجح أن تتصاعد التوترات مع تولي السنوار القيادة، مما يقلل من احتمالات التوصل إلى حل سلمي. تمثل القيادة الجديدة نقطة تحول محتملة، مع تحول المقاومة المسلحة إلى عنصر أساسي في استراتيجية حماس.

خلاصة القول

يعد صعود يحيى السنوار إلى القيادة في حماس لحظة محورية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث يشير إلى تحول نحو اتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد إسرائيل، على النقيض من الجهود الدبلوماسية التي كان يبذلها هنية.
ومن المتوقع أن تؤثر قيادة السنوار على علاقات حماس مع الفصائل الفلسطينية الأخرى والقوى الأجنبية، مع إعطاء الأولوية للمقاومة المسلحة باعتبارها الوسيلة الأساسية لتحقيق التحرير الفلسطيني.

وبينما يتنقل السنوار عبر هذه الديناميكيات المعقدة، يظل الشرق الأوسط على حافة الهاوية، متوقعاً تداعيات هذا التغيير القيادي على مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومع ارتفاع التوترات وتراجع آفاق السلام، تواجه المنطقة مستقبلاً غير مؤكد تحت قيادة السنوار المتشددة.

وأكد الكاتبان ضرورة مراقبة المجتمع الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية وأصحاب المصلحة هذه التطورات عن كثب لفهم تأثيرها على المشهد الجيوسياسي الأوسع وإمكانية تحقيق سلام دائم في المنطقة.