تعدي الحوثي على أبوظبي أمر في غاية الخطورة، فهذه الإمارات واحة الأمن، والاستقرار، وملاذ للعلماء، والمفكرين بلد حفرت الصخر لتبني حضارة حديثة متقدمة، حولت الصحراء ذهباً وفتحت أبوابها للجميع مرحبة لمن ينشر الخير والسلام، بلد يساند الضعيف ويجبر الكسير ويعاون على الخير والصلاح بلد صنع مجده بنفسه، آمن بشعبه فحباه الله بسمعة طيبة من أهل كرام شيمهم الأصالة، والمروءة، والصفات الحميدة، دار زايد تربوا على الخير، وأهل الخير لا يأتي منهم إلا كل الخير، يا بوظبي ما يهزك ريح.

من يظن أن مليشيات الحوثي تستهدف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة فقط فهو بالتأكيد مخطئ، ولا يدرك خطورة الهجوم الإرهابي الذي يشنه في المنطقة في هذه الفترة، فمن ينتهج الإرهاب مسلكاً فلن يهدأ حتى يملأ الأرض فساداً وفوضى، ولن يخلف إلا شعوباً تشقى وتتناحر فيما بينها، فويلات الإرهاب، والحروب هلاك، وعذاب، وتشتيت، ونفوس غير مطمئنة، ومستقبل مبهم يعمه السواد.

التحرك الدولي لابد أن يقزم مليشيات حزب الله، ومنها مليشيات الحوثي ويضع حداً لهذا الاستهتار بهجومه على دولنا الإمارات والسعودية، ومحاسبة النظام الإيراني على ما يقدم من دعم مقصود للمليشيات الإرهابية وتزويدهم بالأسلحة الحديثة، فقد تجاوزوا الحد وبلغ السيل الزبى، وأصبح الأمر خطيراً على دولنا الخليجية ودول المنطقة، وإذا لم تكسر شوكتهم اليوم فعلينا السلام من إرهاب لا حدود له.

لسنا بحاجة إلى تنديد شفوي أو إدانة واستنكار عابر من المنظمات الدولية على الهجوم الإرهابي في المنطقة، نحن نلزم هذه المنظمات بالاتفاقيات الدولية التي أبرمت من أجل السلام، ونلزمها بالمواثيق الدولية التي من شأنها تعزز الاستقرار، ونستغرب من عدم إدراج مليشيات الحوثي ضمن قائمة الإرهاب إلى الآن، هل هذه المنظمات بحاجة إلى دمار شامل في المنطقة حتى تعي خطورة الوضع من جرائم إرهابية خارجة عن القوانين الدولية والإنسانية أم ماذا؟

هي حيلة الخاسر يضرب هنا وهناك متناسياً أن منطقتنا حباها الله بالخير والاستقرار والأمان، فالأطماع كثيرة، والعيون الغادرة تراقب تنتهز الفرص، وبالتأكيد دولنا بالمرصاد، تصد الهجوم الإرهابي، وتكمل مسيرة الخير في التنمية والتقدم، تتسابق مع التطور تبني مجدها بكفاحها، وسنرد ونرد على الهجوم الإرهابي حتى يدركوا أنهم أقزام أمامنا.. وما يهزك ريح.