تمر الحرب في أوكرانيا بمرحلة حاسمة، مثلما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. وما يجعل الأشهر العشرة المقبلة حاسمة هو "التعب الأوكراني" الذي قالت مجلة "تايم" الأمريكية إنه كان "عبارة اليوم" في المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس.

وحدها أفعال الحلفاء- لا الكلمات- ستقرر ما إذا كانت حاسمة بالنسبة للروس أو للأوكرانيين
ومع ذلك، كتب الزميل الأول في مؤسسة دراسات الحرب بالولايات المتحدة الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس إم. دوبيك في مجلة "ذا هيل" الأمريكية أن مثل هذا التعب لا يبدو حقيقة قائمة بقدر ما هو نتاج الحرب الدعائية الروسية. لكن هذا الأمر قد يتغير، في حال لم تستطع حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحقيق تقدم رئيسي حتى خريف 2023. ومن أجل فعل ذلك، يحتاج زيلينسكي ليس فقط إلى المزيد من الدعم الأميركي ومن الحلفاء، وإنما ثمة حاجة إلى تسريعه.
January 26, 2023 ولم يحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدفه الأساسي في أوكرانيا، ألا وهو الإخضاع. ولا يزال مستمراً في إنكار أوكرانيا ذات السيادة. وبالنسبة إليه، إن أوكرانيا هي جزء من روسيا. كما إنه يتمسك بخرافة وجود نظام نازي يتعين على روسيا إسقاطه، وهو يتخذ خطوات لتحسين مستوى الأداء العسكري الروسي من أجل الهجوم الروسي المقبل.

لا شك في أن فكرة بوتين حول المفاوضات تعني إستسلام أوكرانيا، وإطاحة زيلينسكي، وهيمنة روسيا على ما تبقى. وقد خسر بوتين، لأن هجومه لم يفعل شيئاً سوى تقوية العلاقات بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وأوروبا وإضعاف روسيا اقتصادياً. لكنه لم يخسر داخل أوكرانيا نفسها. فهو لا يزال يسيطر على معظم الدونباس-وهذا أمر مهم لأنه يحرم أوكرانيا من قدرتها الصناعية، وتالياً يزيد من اعتمادها على روسيا. كما يسيطر بوتين على القرم والساحل بين القرم والدونباس- وهذا مهم لأن السيطرة على هذه المنطقة تقلل من القدرة الاقتصادية لأوكرانيا وتزيد من النفوذ الروسي. وبما يحوزه بوتين الآن، يمكنه خنق الاقتصاد الأوكراني والتأثير، إن لم يكن الهيمنة على أوكرانيا.