شبّه السياسي الإسرائيلي عومر بارليف، الهجوم الذي نفذته إسرائيل ضد إيران بخطة "الضربة الخاطفة" في نهاية عملية "حارس الأسوار" عام 2021، مشيراً إلى أن الهجوم الذي استهدف أصفهان كشف لإيران نقطة ضعفها، التي ستعمل على إصلاحها.

 

وأضاف بارليف في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحت عنوان "هكذا ساعدنا إيران على الاستعداد للحملة المقبلة"، أن خطة "الضربة الخاطفة" تم صياغتها عندما كان رئيس الأركان هرتسي هاليفي قائداً للقيادة الجنوبية في إسرائيل، واصفاً إياها بالخطة الهجومية غير التقليدية، والتي تعبر عن تفكير "خارج الصندوق"، عن طريق توجيه ضربة مفاجئة لحماس والجهاد والقضاء على حوالي  400 إلى 500 مسلح دفعة واحدة.
ووفقاً للخطة، نتيجة للهجوم الإسرائيلي، سيلجأ معظم مسلحي حماس إلى الأنفاق، وكانت الفكرة هنا هي تنفيذ ضربة جوية واسعة النطاق من شأنها تدمير فتحات تلك الأنفاق، وبالتالي تؤدي إلى القبض على مئات من مسلحي حماس والجهاد تحت الأرض والقضاء عليهم.

 

 


تحفظات بارليف

ويقول بارليف إنه مع انطلاق العملية بعد حوالي أسبوعين من انتخابات الكنيست الـ24، تولى رئاسة اللجنة الفرعية المعنية باستعداد الجيش الإسرائيلي للحرب في لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وفي إحدى اجتماعات اللجنة الفرعية، عُرضت تلك الخطة، ولكنه واجهها بتحفظات شديدة لضرورات تكتيكية تمنع تنفيذها بهدف الانتظار لفرصة مناسبة في الجولة المقبلة ضد حماس والجهاد.
آنذاك لم يتم قبول التحفظ، وتم تنفيذ الضربة الخاطفة، وكانت نتيجتها القضاء على 50 مسلحاً فقط، والأسوأ من ذلك تم كشف تفاصيل الخطة للعدو، وبذلك لن يتم استخدامها في المرات المقبلة.


الهجوم الإيراني

أما بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران، فأشار بارليف إلى أن العديد من المعلقين أوضحوا في الأيام الأخيرة، أن الأساس المنطقي وراء الهجوم على إيران هو إظهار قدرات سلاح الجو الإسرائيلي للإيرانيين، وبالتالي الكشف عن ضعف دفاعهم عن المنشآت النووية.


نقطة الضعف

وأوضح أن الهجوم كشف للإيرانيين نقطة ضعفهم، على الأقل في الوقت الحالي، ولذلك سيدفعهم ذلك إلى إيجاد رد مناسب للهجوم التالي للجيش الإسرائيلي (بدعم من الروس)، حال حدوثه في المستقبل، سواء بعد أشهر أو سنوات، مشيراً إلى أن الضربة الجوية لإيران مثل "الضربة الخاطفة" أثناء عملية حارس الجدران، وبذلك، أضرت بقدرات إسرائيل على المدى الطويل.

 

 


إغراء إسرائيل

وأضاف أنه في الهجوم الذي وقع في إيران، شعر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ورؤساء المؤسسة الدفاعية بإغراء تجاه الكشف عن القدرات الاستراتيجية، من أجل الحصول على تقدير على المدى القصير.
وقال إن نجاح إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة دولية أخرى، في إقامة جدار حديدي في وجه الهجوم الإيراني، يشكل إنجازاً استراتيجياً استثنائياً لتعزيز الردع ضد التهديدات الإيرانية المستقبلية التقليدية والنووية التي حددها رئيس الوزراء الحالي بأنها التهديد الاستراتيجي الوحيد لوجود إسرائيل، وكان على إسرائيل أن تكتفي بهذا الإنجاز، وألا تكشف عن قدراتها الهجومية العديدة، ما يسمح لعدوها الأول بالاستعداد للحملة القادمة.