عندما انتشر خبر رضوخ المستشار الألماني أولاف شولتس في 24 يناير (كانون الثاني) لمطالب أوكرانيا وأقرب حلفائها الأوروبيين المتعلقة بإرسال دبابات ليوبارد إلى كييف، لم يقف رؤساء الدول الأوروبية بالصف كي يهنئوا المستشار على قراره.

أي رئيس أمريكي لن يغامر بحرب نووية من أجل برلين
وعوض ذلك، قال كثيرون إن القرار أتى متأخراً، وأنه كان نتيجة ضغط خارجي-وليس بفعل قرار ألماني يرمي إلى التأكيد على إظهار جبهة موحدة ضد روسيا.

وخلال إحياء الذكرى الستين لمعاهدة الإليزيه الفرنسية-الألمانية، التقى شولتس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الماضي من أجل تبادل الأنخاب، وسارا معاً وتحدثا حول الأمن الأوروبي والطاقة والسياسة الاقتصادية، في محاولة لدحض الأنباء عن تعثر الشراكة الفرنسية-الألمانية.
January 30, 2023
وفي الوقت نفسه، كان رئيس الوزراء البريطاني سابقاً بوريس جونسون يلقى استقبال الأبطال في كييف، وكأنه لم يغادر داونينيغ ستريت. كما أن القوة الإستكشافية المشتركة التي تقودها بريطانيا لربط دول الشمال ودول البلطيق من خلال ضمانات أمنية بريطانية، بات ينظر إليها مؤخراً وكأنها بديل متاح لفنلندا والسويد عن العضوية الكاملة في حلف الناتو، نظراً إلى المعارضة التركية لتوسيع الحلف تحت ذريعة مساندة السويد لمجموعات إرهابية كردية.

ويقول المدير التنفيذي في معهد التأثير الإبتكاري فيلي كوربيلا والمحللة السياسية في المعهد ديانا مجيشتري في مقال بموقع "ناشيونال إنترست" إنه رغم المأزق الذي تواجهه الشراكة الإستراتيجية الفرنسية-الألمانية، فإن شريكاً لم يكن منتظراً منه قيادة الشؤون الأمنية الأوروبية، قد برز على الساحة، وهو بريطانيا العظمى. وبعدما كانت الدولة الأوروبية الرئيسية الأولى التي ترسل دبابات إلى أوكرانيا، صارت بريطانيا مجدداً قائدة السياسة الأمنية الأوروبية، على رغم أنها غادرت أوروبا سياسياً. ويبدو أن التحديات السياسية التي واجهت بريطانيا محلياً بعد بريكست، لم تؤثر على انتهاج الحكومات المتعاقبة فيها سياسات طموحة على الصعيد الخارجي، وجعلت كل واحدة من نفسها داعماً عنيداً لأوكرانيا. وحظي ذلك بدعم الدول الأعضاء في الضفة الشرقية للاتحاد الأوروبي، كون هذه الدول تشعر بقلق من أن تصير الضحية التالية للهجوم الروسي، لو كانت سقطت أوكرانيا.