أطلقت التظاهرات في جامعات أمريكية نقاشاً حول حرية التعبير وسلامة الحرم الجامعي، غابت عنه إلى حد كبير محنة غزة.

باستثناء نادر، فإن تأثير الاحتجاج على الرأي العام هو صفر

 

ويعتقد المعلق ستيفن كارتر في مقاله بموقع "بلومبرغ" أن الجولة الحالية من الاحتجاجات في الحرم الجامعي قد استنزفت الترحيب بها، قائلاً إن "هذا ليس استنتاجاً وصلت إليه باستخفاف. في شبابي البعيد، كنت متظاهراً في وقت ما، أسير وأهتف جنباً إلى جنب مع زملائي في الفصل، وأميل إلى الاستمتاع بالنشاط الطلابي. لكن في أيامي، أدركنا اللحظة التي يجب أن نتوقف فيها. في حين أن موجة الاحتجاجات الحالية، مهما كانت دوافعها الأصلية، لم تصبح مدمرة فحسب، بل مخيفة بالنسبة للعديد من الطلاب اليهود

 

وفيما أيد حرية التعبير، وعارض اعتقال الطلاب، لفت إلى أن هناك فارقاً بين الحق في التعبير عن الرأي، والحق في احتلال ساحة أو الهتاف بصوت عالٍ، بما يكفي للتشويش على الدراسة، أو الحرية البسيطة في الذهاب إلى الحرم الجامعي بسلام.

التعطيل ليس خطاباً


ويستدرك أنه لا يقول إنه لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للتعطيل، وإنما أن التعطيل ليس خطاباً. وأضاف "في نظرية الاحتجاج التقليدية، السبب الرئيسي لإغلاق الشوارع وجعل الحياة اليومية صعبة هو تحديداً الاعتقال. الفكرة هي أنه بمجرد أن يرى العالم المتشكك أن شجاعة قناعاتك كافية لإيصالك إلى السجن، فإن بعض المارة قد ينضمون إليك ويصبحون مؤيدين نشطين للقضية".

 


المشكلة، في رأي الكاتب، هي أن استخدام مثل هذه التكتيكات في كثير من الأحيان أدى إلى تحويل النقاش نحو شرعية أشكال معينة من الاحتجاج وضاع السبب الأساسي لهذا التحرك. 
ولفت إلى أن هذا التطور في النقاش العام يظهر منذ أن بدأت الجامعات في إزالة مخيمات الاحتجاج. وفجأة، أصبح الجميع يرغب في الحديث عن الحالات التي يتجاوز فيها الاحتجاج الخط الفاصل بين التعبير المحمي والسلوك غير المحمي. لكن من وجهة نظر المحتج الملتزم، فإن الجدل حول حدود حرية التعبير هو إلهاء عن الجدل المقصود حول حرب غزة.
وذكر بأنه في الماضي، كان الهدف من الاحتجاج اللاعنفي هو تغيير الرأي العام، من خلال إثارة رد فعل تظهر من خلاله السلطة وجهها القمعي الحقيقي، معتبراً أن هذا النهج نجح لأنه لم تكن مسيرات الحقوق المدنية في حد ذاتها هي التي أثارت ضمير الأمة، وإنما ما وضع حداً لادعاء الجنوب بالعنصرية هو خراطيم إطفاء الحرائق والكلاب البوليسية وجرائم القتل التي تلت ذلك. ولكي تكون تلك الاحتجاجات فعالة، كان لا بد أن تكون السلطات، وليس المتظاهرين، هي التي شاركت في الترهيب.

نظرية العدوى


ومن هذا المنطلق، يقول الكاتب إن القرارات التي اتخذت في كولومبيا وييل وأماكن أخرى باعتقال المتظاهرين وإخلاء مخيماتهم بالقوة أدت إلى خروج تظاهرات في كليات أخرى. وتدعم سلسلة النشاط هذه نظرية العدوى التي يستخدمها العديد من علماء الاجتماع لشرح كيفية انتقال الاحتجاجات من مكان إلى آخر. ومعهاـ يصبح المؤيدون السلبيون لقضية ما مؤيدين نشطين، ثم يشيرون إلى دعمهم من خلال الانخراط في سلوك مشابه لسلوك المتظاهرين في أماكن أخرى.
لكن انتشار التظاهرات لا يعني أن الناشطين سيحققون أهدافهم. حتى الآن، هناك القليل من الأدلة على أن الاحتجاجات على حرب غزة أو الجهود التي تبذلها الجامعات لاستعادة النظام تعمل على بناء الدعم لهذه القضية.
وخلص إلى أنه "لا ينبغي لنا أن نتفاجأ. وباستثناء نادر، فإن تأثير الاحتجاج على الرأي العام هو صفر. هذه الملاحظة ليست جديدة".