ربما لا يكون ضوء التحذير من الإرهاب باللون الأحمر، لكنه بالتأكيد يومض مرة أخرى، مع قلق كبار المسؤولين الأمريكيين من هجوم محتمل، مستوحى من فرع لتنظيم داعش الإرهابي، أو ربما من الحرب في غزة، أو ببساطة لأن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، التي يسهل اختراقها، يمكن أن توفر فرصة للفوضى.

من المستحيل حساب عدد المجندين المحتملين في داعش-خراسا



وجاء في  التقييم المروع من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز الأسبوع الماضي، أنه "بينما أنظر إلى مسيرتي المهنية في مجال إنفاذ القانون، أجد صعوبة في تحديد الوقت الذي رأيت فيه العديد من التهديدات المختلفة، وكلها مرتفعة، وكلها متزامنة". وأضاف أن المخاوف كانت تتزايد قبل الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن منذ ذلك الحين "انتقل الأمر إلى مستوى آخر تمامًا".

أحداث الشرق الأوسط


وأبلغ راي الكونغرس هذا الشهر أنه يشعر بالقلق من أن المتطرفين المنفردين أو الجماعات الصغيرة يمكن أن يستلهموا  الأحداث في الشرق الأوسط. وأضاف أن "احتمال وقوع هجوم منسق" مثل الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش-خراسان الإرهابي داخل قاعة بموسكو في مارس(آذار) "مثير للقلق بشكل متزايد".

 

 

 


ويقول ديفيد إغناثيوس في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" إن تعليقات راي لم تحظ بالكثير من الاهتمام العام، ربما بسبب وجود الكثير من المخاوف الأخرى في هذا العام الانتخابي. ولفت إلى أنه يشعر بأن "التهديدات السياسية الداخلية لجمهوريتنا هذه الأيام تفوق خطر الإرهاب الأجنبي. لكن التحذير المسبق هو تحذير، لذلك طلبت من المسؤولين في جميع أنحاء الحكومة مشاركة تقييمهم لمخاطر الإرهاب الحالية".
ويضيف أن "المخاوف من داعش-خرسان شديدة بما يكفي لدرجة أن مجلس الأمن القومي عقد اجتماعًا للجنة المديرين الأسبوع الماضي لمناقشة الموضوع. ولخص مسؤول كبير في إدارة بايدن الوضع في رسالة بالبريد الإلكتروني، قائلاً: "لا يوجد دليل حالياً على وجود مؤامرة ذات مصداقية. نحن يقظون للغاية بشأن المخاطر المحتملة، بالنظر إلى مشهد التهديدات المتطور."
ويقول المسؤولون في العديد من الوكالات إن هناك تركيزًا جديدًا على داعش خراسان، مضيفين أنه عندما قام حكام طالبان في كابول بطرد زعماء داعش - خراسان المنافسين العام الماضي إلى دول آسيا الوسطى المجاورة مثل طاجيكستان وأوزبكستان، فإن ذلك "غير ديناميكيات كيفية عملهم"، على حد تعبير أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب.

لعبة طويلة


وأكد مسؤول أمريكي آخر إن قادة داعش - خراسان "يلعبون الآن اللعبة الطويلة، وبنجاح إلى حد ما".
وقام تنظيم داعش-خراسان الإرهابي بتجنيد مهاجرين طاجيكيين يعملون في روسيا وإيران لشن هجمات إرهابية كبرى في كلا البلدين. وأدى تفجير في كرمان في يناير(كانون الثاني) إلى مقتل 95 إيرانياً، كما أدى الهجوم في مارس(آذار) على قاعة مدينة كروكوس في موسكو إلى مقتل أكثر من 140 روسياً.

 


وتمكنت الولايات المتحدة، بفضل قدراتها الاستطلاعية غير العادية، من تحذير كل من إيران وروسيا من أن مثل هذه الهجمات كانت مخططة، ولكن دون جدوى.
ويخشى مجتمع الاستخبارات أن يتمكن تنظيم داعش-خراسان من استخدام هذا الشتات في آسيا الوسطى لشن هجمات مماثلة في أوروبا أو الولايات المتحدة. وأشار مسؤول مكافحة الإرهاب إلى أن الجماعة "تعيد تشكيل دعايتها للوصول إلى هذا الهدف" وهو المهاجرون. ويرى المسؤولون المكونات الأولية للهجوم، لا خططًا محددة.
وحذر الجنرال مايكل إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، لجنة بمجلس النواب في 7 مارس (آذار) الماضي من أن "الافتقار إلى الضغط المستمر سمح لتنظيم داعش-خراسان بتجديد وتقوية شبكاته، وإنشاء نقاط متعددة زائدة عن الحاجة لتوجيه الهجمات، وتمكينها وإلهامها".